صدر للكاتب السيناريست بلال سبع رواية “كاماريكا ملاك القرن الأخير” عن دار ومضة للنشر والتوزيع والترجمة، يسرد فيها أحداثا وقصصا من علم الخيال العلمي أدب السايبرنيتك، تبدأ أحداثها عام 2025 وتنتهي بحلول عام 2071. في هذا الحوار يكشف بلال سبع عن حكايته مع الكتابة، ومحطات مر بها.
الشعب: من هو الكاتب بلال سبع؟
الكاتب بلال سبع: بلال سبع كاتب وفنان جزائري، من مواليد عام 1989 بولاية الشلف، ترعرعت في دائرة عين الترك بوهران، وعدت إلى مسقط رأسي أواخر عام 2003. أشتغل كاتب أمانة في التعليم الثانوي.. حصلت على بطاقة فنان كمؤلف من المجلس الوطني للآداب والفنون سنة 2017، شاركت في المهرجان العربي للفيلم القصير ط2 أيام الأصنام العربية، كمخرج وسيناريست. مصمم جرافيك، ومنشئ محتوى رقمي، قمت بتحويل بعض الأعمال إلى سيناريوهات، من بينها؛ رواية “جريمة أرواح” للكاتب إلياس بن سي مسعود، ورواية “مذكرات الحرفوش الصغير” للأديب الراحل محمد بن يوسف كرزون ابن حلب (سورية).
ما هي قصّتك مع الكتابة؟ ومن أين كانت الانطلاقة؟
بدأت قصّتي مع الكتابة قبل عشرين عامًا..كانت البداية مع السيناريو، وفي عام 2011 بدأت كتابة الرواية بما في ذلك تحويل أعمالي إلى روايات، نشرت رواية “حرب البقاء” عام 2018 مع ايكوزيوم أفولاي للنشر والتوزيع المقتبسة من أوّل سيناريو كتبته، والّذي حمل عنوان: “الإمبراطورية العظمى حرب البقاء”، وشاركت به في المجلة الدّولية للبحوث العلميّة والهندسيّة بفرنسا (ISJER) وقُبِل من أوّل محاولة رغم التّرجمة الحرفية للمخطوط، عكس الأعمال الأخرى، التي لم تُقبل، ولم تصلني أي رسالة بخصوصها، ومن هنا جاءتني فكرة تحويل أعمالي إلى سيناريوهات، والعكس تحويل سيناريوهاتي إلى روايات، رغم أن رواية “حرب البقاء” كانت ضعيفة سرديا، وقويّة في لغة الحوار، إلا أنّها لقيت رواجا كبيرا عند الأطفال، والأفضل لو كانت رواية مصوّرة على شكل “مانغا”، وليس رواية ورقية مليئة بالأخطاء – رغم وجود مدقّق – ونفذت الطبعة الأولى في زمن قياسي. بعدها لم أفكّر في طبعة مزيدة منقحة، كما فكّرت في تطوير مهاراتي، ونشرت عام 2021 رواية “كيف تقتل من تحب” مع دار ومضة للنشر والتوزيع، ومن خلالها اكتشفت أنّها قوية في لغة الحوار وقوية في السّرد والأسلوب، وبها كسرت قاعدة “الكاتب ابن بيئته”، ومن هذه الرواية عدت لكتابة رواية “كاماريكا” التي كنت قد توقفت عن كتابتها ردحا من الزمن، وذلك لتطوير أسلوبي والوصول به إلى أبعد المستويات الفنية والتقنية.
لماذا الكتابة في الخيال العلمي؟
بما أنّي سيناريست فأنا أميل إلى هذا الجانب الذي أجد فيه حريتي، وأبدع فيه أكثر، لأنّه يرتكز على الخيال الواسع والاستشرافات المستقبلية المرتبطة ارتباطا وثيقا بالتطوّرات الحالية والماضيّة، التي شهدها العالم، الخيال العلميّ، أو أدب السايبرنتيك، أو أدب نهاية العالم، هو النّوع الأكثر رواجا حول العالم، ونحن على مشارف دخول التّقنية إلى حياتنا اليومية بداية من الهاتف والنت، واكتشاف الفضاء الخارجي للكوكب، إلى امتلاك الروبوتات كما يروّج الإعلام الغربي منذ فترة وجيزة.
ما الموضوع الذي تناولته أوّل أعمالك؟ وكيف كانت التّجربة في مجال النّشر والإصدار؟
الموضوع الذي تناولته أوّل أعمالي الفعلية، وأقصد من خلال ذلك “رواية كيف تقتل من تحب” هو الخيانة، كانت قصة حبّ أسطورية تدور أحداثها بين تركيا، فرنسا وإنجلترا، وهي موجهة للسينما التركية، فأن تعيش مع شخوصك الروائية..تغني وترقص معهم، تبكي لبكائهم وتحزن لفراقهم وتحسّ بمشاعرهم، هو أجمل ما في الكتابة الابداعية، والأروع من ذلك أن تكتب رواية ما بصفة كاتب وقارئ وناقد في الوقت نفسه، والسّعادة الأكبر أن يقرأ لك قارئ، في مكان ما من الوطن العربيّ، ويتأثر بما تكتبه ولو في سطر واحد ويتواصل معك في هذا الخصوص. أمّا بالنسبة لتجربتي مع النّشر، فقد صارت في ظروف جيّدة، ولاسيّما أن تنشر أعمالك مع دور نشر محترمة تهتم لجودة المخطوط أكثر مما تهتم لربحها أو خسارتها.
حدّثنا عن روايتك الجديدة، وما هي الرّسائل التي حملتها؟
رواية “كاماريكا ملاك القرن الأخير”، هي تجسيد لما سيحدث بعد الحرب العالمية الثّالثة استنباطا من الحرب الروسية الأوكرانية، داخل لعبة محاكية للواقع الذي نعيشه، ولها مسمّيات عديدة، أشهرها: الماتركيس، وأغلب أحداثها استشراقات مستقبلية للعالم بعد دخول التّقنية حياتنا، الّتي تزامنت مع الكوارث الطبيعية المفتعلة الّتي رسمت خطّة المليار الذّهبي ـ المروّج لها في نظرية المؤامرة ووضعت فيها بعض النّظريات العلميّة (من إنشائي)، والتي تخدم التّطور التّكنولوجي الرّهيب الّذي نواكبه..
ما هو الشّيء المغاير في التّجربة الجديدة؟
الشّيء المغاير في تجربتي الجديدة هو الأسلوب، لأني استغرقت في كتابتها 12 سنة، وهي الرواية الوحيدة التي خصصت لها كل هذه السنوات لأنها تستحق ذلك.
من هو الجمهور الذي تتوجّه إليه بأعمالك؟
الأعمال كثيرة، والجمهور يختلف من نوع لآخر، وعلى سبيل المثال؛ جمهور الرواية الرومانسية مختلف كليا عن أدب السايبرنتيك، وغيرها الكثير، أما رواية كاماريكا فهي موجّهة لكلّ شرائح المجتمع، ولاسيّما الأجيال النّاشئة، فهذه روايتهم التي ستفتح لهم آفاقا جديدة، ووضعت فيها رسائل جمّة للعقل اللاوعي، ستفهم مع مرور الوقت، وذلك خدمة للبشر باختلاف مناهجهم.