يعتبر طبق الحساء المحضر من دقيق “زمبو” الطبق الرئيسي المتربع على عرش المائدة الرمضانية عند أغلب العائلات بمنطقة توات، بولاية أدرار.
يستمد حساء “زمبو” أهميته وحضوره المؤكد على موارد الإفطار بالمنطقة من طريقة استخلاص هذا الدقيق وتحضيره والتوابل التي تدخل في تركيبته وطهيه لإعداد هذا الطبق الرمضاني، مثلما أوضحت خالتي الزهرة الساكنة بقصر أولاد علي بمدينة أدرار.
ويتم تحضير هذا الدقيق بعد حصاد محصول القمح الأخضر المسقي بمياه الفقارة التي يكمن فيها سر طعمه المتميز ثم يوضع في شكل رزم يتم تحميصها تحت رمل ساخن يحمى عليه بنار مشتعلة ببقايا النخيل وبعد تركه لمدة ليلة كاملة تحت الرمل الساخن المعروف بـ “البوغة” يتم نزعه في اليوم الموالي ودرسه لاستخلاص حبات القمح المحمصة وطحنها لتتحول إلى دقيق، حسب المتحدثة ذاتها.
وتحرص العائلات بأقاليم توات وقورارة وتديكلت بالأساس على اقتناء دقيق زمبومن محصول القمح المسقي بمياه الفقارة التي تتقاسمها تلك المناطق التي تشكل مجتمعة إقليم توات الكبرى، وذلك بدلا من القمح المسقي تحت الرش المحوري نظرا للمذاق الطيب لدقيق القمح المسقي بمياه الفقارة التي تستمد حيوية مياهها من جريانها المستمر في طبقات أرضية متنوعة عبر مسار محدد.
وعند استخلاص الدقيق بعد طحنه بأدوات تقليدية منزلية تتمثل في الرحى أو بالمطاحن العصرية يأتي دور ربات البيوت لإدراج وصفاتهن من خلال خلطه بتشكيلات خاصة من التوابل التي يطلق عليها محليا إسم “لختيم” والتي تصنع سر النكهة المتميزة لهذا الطبق الشعبي التقليدي الذي يشكل علامة مميزة للمطبخ الرمضاني التواتي.
ويقدم طبق حساء زمبوبعد طهيه كوجبة أساسية على مائدة الإفطار لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال وتشكل موروثا راسخا في الثقافة والعادات الغذائية لسكان إقليم توات.