تعرف مساجد الجزائر، منذ أولى أيام الشهر الفضيل، إقبالا لافتا للأطفال الذي يتنافسون مع الكبار في رص الصفوف لأداء صلاة التراويح.
يصنع الحدث صغار آخرون بإمامة المؤمنين في صلاة التراويح بحناجر شجية زينت منابر رمضان 1444ه/ 2023م بعدد من بيوت الله.
ككل سنة، شهدت مساجد الجزائر، منذ ليلة الإعلان عن رصد هلال الشهر الكريم، توافد المصلين في أجواء روحانية مميزة لإقامة أولى صلاة التراويح، ومما لوحظ خلال الأيام الأولى لشهر الرحمة والغفران، مرافقة الأطفال لأوليائهم لأداء هذه النافلة وبأعداد ملفتة للانتباه.
ولا يكاد أي مسجد يخلو من صغار، كثير منهم تقل أعمارهم عن العشر سنوات يبذلون قصارى جهدهم للتأكيد على قدرتهم واستطاعتهم ليلا أداء صلاة التراويح على غرار قدرتهم على صيام يومهم، فتراهم حجزوا أماكنهم عبر الصفوف بقاعة الصلاة ملازمين لأوليائهم وحتى دونهم أحيانا.
وفيما يؤكد الكثير من الأطفال أحقيتهم بمكانهم في صلاة التراويح “بالثبات والانتهاء” منها إلى آخر ركعة يقيمها الإمام، تمكن آخرون من اثبات أهليتهم لإمامة المصلين، ليصنعوا بذلك “الحدث” في مساجد ولاياتهم التي باتت تستقطب أعدادا اكبر من المصلين بالنظر إلى أصواتهم الفريدة التي تتلوا القرآن الكريم بنبرات خاشعة ومميزة.
وفي هذا الخصوص، أكد مدير التوجيه الديني وإدارة المساجد على مستوى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، عزوق محند في تصريح لـ وأج، أن “جل مساجد الوطن مؤطرة من قبل أئمة يعملون على إقامة صلاة التراويح بها، أما تلك التي تحتاج إلى متطوعين فقد تم توجيه إلى مديريات القطاع، تعليمات تقضي بمنح رخص للمتطوعين الراغبين في إقامتها”.
وأضاف أن “المتطوعين يكونون في الغالب من طلبة المعاهد الإسلامية والجامعات والثانويات وحتى من عمال وموظفين من خارج دائرة اختصاص الوزارة ، لكنهم جميعهم من حفظة كتاب الله”، مبرزا أن “منح الرخص لهؤلاء يقتضي خضوعهم لجلسة استماع من قبل لجان التأهيل على مستوى مديريات القطاع، يتم خلالها اختبارهم والتأكد من تحكمهم في احكام التلاوة ليتم بعدها منحهم رخصة مدتها شهر، لإقامة التراويح”.
وفي الصدد، أكد المتحدث، أن “بعضا من الحفظة لكتاب الله هم من صغار السن، ممن يحظون بأصوات جد مميزة وقد تمكنوا من اتقان أحكام التلاوة، وهو ما أهلهم للحصول على تراخيص إقامة صلاة التراويح، فصنعوا بذلك الحدث خلال الشهر الفضيل”، ومما لوحظ ولفت الانتباه -كما قال- “أن المساجد التي تضم هؤلاء الصغار باتت تستقطب أعدادا أكبر من المصلين”.