تشكل السهرات الرمضانية، التي تنظمها مديرية الثقافة والفنون بولاية جانت بالتنسيق مع مختلف الفاعلين والشركاء متنفسا للعائلات وفرصة لهم للاستمتاع بنشاطات ثقافية وعروض فنية متنوعة تبرز الموروث الحضاري، الذي تزخر به منطقة الطاسيلي.
في هذا الصدد، أوضحت بهية بوسدي، رئيس مصلحة النشاط الثقافي بمديرية الثقافة والفنون، برمجة قرابة 27 سهرة رمضانية موزعة على عدد من النقاط عبر ولاية جانت، تشمل دور الشباب وقاعة سينما الطاسيلي وساحة مركز الصناعات التقليدية، وساحة الحفلات بوسط المدينة وبعض التجمعات السكنية ومنطقة تورست النائية الواقعة على بعد حوالي 180 كلم شمال غرب جانت، والتي ستستفيد لأول مرة من برنامج ثري خلال الشهر الفضيل.
وتتنوع الفقرات المبرمجة بين سهرات فنية ومسابقات فكرية وعروض مسرحية وأنشطة ترفيهية موجهة للأطفال، إلى جانب حفلات إنشادية ومسابقات لحفظ القرآن الكريم من تنشيط جمعيات فاعلة بالولاية، حسب مسؤولي القطاع بجانت.
ويهدف تنظيم هذه الأنشطة إلى توفير مساحة ترفيهية للعائلات بالولاية لقضاء أوقات السهرة بتقديم أغاني تراثية يؤديها فنانون محليون وأشعار تحكي تاريخ المنطقة، فضلا عن الترويج للصناعات التقليدية والألبسة التقليدية بمختلف التصاميم والأشكال المتوارثة عن الأجداد والتي لا يزال سكان الطاسيلي يحافظون عليها جيلا بعد جيل.
إبراز الموروث الثقافي للطاسيلي نازجر
ويتضمن البرنامج المسطر لإحياء ليالي رمضان مجموعة من الفعاليات، التي تهدف إلى إبراز الموروث الثقافي لمنطقة الطاسيلي ناجر، وذلك بغية المساهمة في نقل هذا الإرث الحضاري للأجيال القادمة خاصة أن هناك فعاليات موجهة للأطفال، حيث تسهر الجمعيات المشاركة في تقديم أجود ما عندها من مضامين فنية وثقافية وكوميدية وترفيهية للجمهور.
وفي هذا الإطار، يساهم عدد من الفنانين المحليين في إحياء هذه الليالي على غرار الفنانة الشعبية عائشة مشار، التي تتخذ من الطابع الشعبي “تيندي” محتوى لغنائها وهو مجموعة من الأشعار الشعبية يحكي جزء منها عن تاريخ المنطقة والطوارق وثقافتهم، مع إضافة اللحن المناسب لها لتصل إلى مسامع الحاضرين فتجعلهم يطربون لتلك الكلمات المختارة بعناية.
وتبرز عائشة مشار في حديث لها لـوأج دور الفن في المحافظة على الموروث الثقافي في منطقة الطاسيلي, مشيرة إلى أن طابع “تيندي” طابع موروث عن الأسلاف يجب المحافظة عليه وضمان إيصاله للأجيال القادمة.
ومن جهتها تقوم المحافظة الولاية للكشافة الإسلامية بولاية جانت، بإعداد عدد من الأنشطة الثقافية الخاصة بإحياء ليالي رمضان على غرار فقرة ثقافية بعنوان “سؤال وجواب” تستهدف أكبر عدد من أحياء ولاية جانت، حيث تتمثل الفكرة في طرح عدد من الأسئلة على المواطنين عبر النقاط التي حددتها مديرية الثقافة لاحتضان هذه الفعاليات ويتم تتويج الفائز بجائزة.
وبهذا الصدد أوضح المحافظ الولائي للكشافة الإسلامية بجانت، موسى عبدو، علي أن الكشافة تؤدي دورا مهما في المحافظة والترويج للتراث الثقافي، الذي تزخر به عروس الطاسيلي جانت، بالتنسيق مع جمعيات ثقافية والمشاركة في فعاليات ثقافية على غرار فقرة سؤال وجواب الثقافية ومختلف العروض الفنية.
وأعرب بعض المواطنين في انطباعات رصدتها وأج، عن استحسانهم لهذه الفعاليات، التي شهدت في أول أيامها توافدا معتبرا للعائلات قصد الاستمتاع بالفقرات المسطرة ضمن هذا النشاط الثقافي الرمضاني المتميز.
ووثمنوا بالمناسبة تنظيم مثل هذه المبادرات خاصة أنها تستهدف مناطق الظل، والتي تعتبر بالنسبة إليهم التفاتة إيجابية.