تعزز الرصيد الأدبي للشاعر والقاص مراد عمرون مؤخرا، بإصدار جديد باللغة الفرنسية بعنوان “محمد الصالح الصديق من وحي الصورة”.
هو كتاب من النوع الفاخر يحمل بين صفحاته عشرات الصور تمثل كل واحدة منها محطة من حياة ومناقب المجاهد والعالم والأستاذ فضيلة الشيخ، محمد الصالح الصديق.
كشف مراد عمران، في تصريح لـ«الشعب” أن إصداره الجديد هو من الأعمال الملمة بحياة الشيخ محمد الصالح الصديق، الذي أثار اهتمام الباحثين والطلاب المهتمين بدراسة سيرته والبحث في مجال كتبه وأعماله.
وأضاف مراد عمرون، أن الإصدار الجديد “مكتنز بالأحداث بشكل يستدعي الوقوف عند كل محطة من محطات حياة الشيخ محمد الصالح الصديق، الغنية بالأحداث”، لقد أردته – يقول -كتابا يصطحب القارئ في رحلة للتعرف عن كثب على هذا العالم الجليل الذي تفتخر به بلادنا، والذي قضى حياته في سبيل الاسلام والجزائر والعلم.
وأشار في السياق ذاته، أن الإصدار الفني مليء بالصور، أكثر من 400 صورة وما يرافقها من معلومات، وكأنه فسحة وثائقية يجمع بين السرد البصري والكلامي، وقد قسم الكتاب إلى أربعة أبواب.
وقال الكاتب: “كتابي هذا بمثابة فرض علي، لأن الله عز وجل جعل العلماء ورثة الأنبياء، وإنها لفرصة أتيحت لي لأسمح لنفسي أن أكتب ما أراه لائقا بمقام هذا الرجل الكبير، وإنني لأرجو أن أكون من الذين يعرفون للفضل قدره وللرجال من أمثاله مكانتهم.”
للإشارة، الشيخ محمد الصالح الصديق، مجاهد وعالم ومفكر وأديب وفقيه ومؤرخ، نذر حياته للبلاد والعباد، ولاذ بالتعقل والنظر إلى عاقبة الأمور، وجعل من بيته العامر بالمآثر ناديا لأبناء الشعب من طلبة وعلماء وغيرهم.
من مواليد 1925 في منطقة عزازقة بولاية تيزي وزو، حفظ القرآن وعمره لم يتجاوز تسع سنوات.. تلقى دروسه الأولى على يد الشيخ الازهري أرزقي الشرفاوي، في زاوية سيدي عبد الرحمان ايلولي، ثم سافر إلى الزيتونة أين واصل تعليمه وعاد بعد خمس سنوات.
في 1951 زاول مهنة التدريس في زاوية سيدي عبد الرحمن ايلولي، التحق بالثورة واسندت له مهمة جمع المال والأسلحة مع البقاء في التعليم كي لا ينتبه له الاستعمار، اكتشفت فرنسا أمره، حيث عانى من مضايقات وتهديد بالموت ثم فر إلى فرنسا ومنها إلى تونس، أين التحق بمكتب المقاومة، في 1958 عين مكلفا بالإعلام للثورة بليبيا إلى غاية الاستقلال.
بعد الاستقلال التحق بالسلك الديبلوماسي في وزارة الخارجية لمدة عام، استقال هو ومحمد الطاهر آيت علجت، والتحق بالتدريس في ثانوية عبان رمضان، ابن خلدون، والاخوة حامية. عندما عين عبد الرحمن شيبان، وزيرا للشؤون الدينية، انتدبه واسند له رئاسة هيئة علمية لإحياء التراث العلمي، خلال هذه المرحلة ألقى أزيد من 500 حديث في الاذاعة الوطنية، ومثل الجزائر في دول عديدة، في 1997 اعتكف في منزله للتأليف، أين كان يستقبل طلبة ما بعد التدرج في رسائلهم.
كتب أكثر من 157 كتابا في العديد من مجالات الدين، الثورة، الفكر، الاصلاح، التاريخ، التعليم والتربية.
نذكر أن الكاتب مراد عمرون، له العديد من المؤلفات، منها رواية “الدمعة الجامدة” باللغة الفرنسية، “نسيج خواطري” مجموعة خواطر، “الفضيل الورثلاني حياته ومسيرته”، “مصطفى زميرلي حياته ومسيرته”، “موسوعة مشاهير الجزائر” في أربع أجزاء، “علم الإدارة بين المفهوم الكلاسيكي والمفهوم الاسلامي”، “أنا من فلسطين وصحراوي مرفوع الجبين”، “عين الفوارة بين فكرة الاصالة والاستئصال” رواية، “عودة القنديل”، “طاهر سرايش”، “فجر المجد” رواية و«محمد الصالح الصديق اشراق رباني”.