يحيي العالم، اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام، غدا الثلاثاء، في وقت كشفت فيه الأمم المتحدة أن أراضي ما يقرب من 70 دولة حول العالم لا تزال ملوثة بالألغام الأرضية، التي تواصل حصد أرواح الأبرياء وتسبب لهم إعاقات جسيمة.
تتواجد، اليوم، 164 دولة، طرفا، في معاهدة حظر الألغام “أوتاوا”، والتي تعتبر إحدى اتفاقيات نزع السلاح الأكثر تصديقا في الوقت الحاضر.
ومع ذلك، ورغم مرور أكثر عن عقدين من الزمن عن تبني اتفاقية حظر الألغام، لازال قرابة 60 مليون شخص في حوالي 70 دولة وإقليم عبر العالم، يعيشون وبشكل يومي مخاطر الألغام الأرضية.
وتزامنا مع إحياء اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام، المصادف لـ 4 أفريل من كل عام، تشير أحدث التقديرات إلى أنه في عام 2021، حصدت أو تسببت الألغام الأرضية في قتل أو إعاقة 5500 شخص، معظمهم من المدنيين، ونصفهم من الأطفال.
وأطلقت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، هذا العام حملة تحسيسية، تحت شعار “مكافحة الألغام لا يمكن أن تنتظر”.
وفي كلمة له بهذه المناسبة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنه “حتى بعد توقف القتال، غالبا ما تخلف النزاعات وراءها إرثا مرعبا من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة”.
ومنذ أواخر سنوات التسعينيات، تم تدمير أكثر من 55 مليون لغم أرضي، وأضحت أكثر من 30 دولة خالية من الأجسام المتفجرة، الأمر الذي أدى إلى تراجع أعداد الضحايا.
وكانت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، أنشئت في عام 1997 لتقود وتنسق وتنفذ جهود الأمم المتحدة للقضاء على الألغام الأرضية وأخطار المتفجرات والتخفيف من تأثيرها على حياة الناس.
ودعمت الدائرة الأممية ولا تزال تقدم المساعدة للعديد من الدول التي تعاني خطر الألغام الأرضية والأجسام المتفجرة، على غرار دولة فلسطين والصحراء الغربية وليبيا واليمن وسوريا والعراق ولبنان والسودان وجنوب السودان، الصومال، النيجر، نيجيريا وغيرها من الدول التي لا تزال تعاني من تلوث أراضيها.
وفي سياق الدول التي تعاني من خطر الألغام والأجسام المتفجرة، اليمن، حيث أشارت مؤخرا، بعثة الأمم المتحدة المكلفة بمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، إلى أن عدد المدنيين من ضحايا انفجار الألغام الأرضية ارتفع بما نسبته 160 في المائة، حيث سجلت 289 ضحية سنة 2022 مقابل 111 خلال سنة 2021.
بينما حصدت الألغام الأرضية والذخائر العنقودية، أرواح أكثر من 400 ليبي، حيث تجاوز عدد المصابين ثلاثة آلاف شخص، على مدار أكثر من عقد من الزمن، حسب مرصد الألغام الأرضية والذخائر العنقودية التابع للأمم المتحدة، الذي كشف عن وجود أكثر من 20 مليون لغم أو مخلفات متفجرة في البلاد، استنادا إلى المسح المنفذ شهر جانفي الماضي.
وجدير بالتذكير أن الأمين العام للأمم المتحدة، كان أطلق عام 2019، حملة “أرض آمنة”، مدتها خمس سنوات، من أجل تحويل حقول الألغام إلى ملاعب، وهي حملة عالمية للدعوة وجمع الأموال تدعمها مجموعة غير رسمية تطوعية، تضم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وهيئات الأمم المتحدة، إضافة إلى منظمات المجتمع المدني والاتحادات الرياضية وشركات القطاع الخاص والرياضيين الأفراد.
ومنذ إطلاقها، بدأت مشاريع الأرض الآمنة في التجسيد بأفغانستان وكمبوديا وقبرص وجمهورية الكونغو الديمقراطية والعراق وليبيريا ودولة فلسطين والصومال وفيتنام.