تختلف طريقة تسيير ميزانية رمضان لدى الجزائريين من منطقة إلى ٱخرى في الجزائر، خاصة بعد الارتفاع الجنوني في أسعار مواد غذائية أثرت مباشرة على القدرة الشرائية لمواطنين أضحوا غير قادرين على مجابهة ارتفاع الأسعار.
واقع لامسناه في كلام كريم من الجزائر العاصمة، متزوج وأب طفلين، حيث يشدد على أن ميزانية رمضان لهذه السنة كانت مرتفعة بعض الشيء، بعدما عرفت أسعار بعض المواد ارتفاعا غير مسبوق ما جعل الميزانية المخصصة لهذا الشهر 85 ألف دينار، عوض 55 ألف دينار السنة الفارطة.
ويرى كريم أن تخصيص ميزانية لرمضان سلوك ضروري لابد من التعامل به، ويضيف قائلا: ” رمضان بالنسبة لي وللكثيرين مختلف عن بقية الشهور، لأن كل ما هو ثانوي يصبح ضروريا فيه، إضافة إلى الحلويات التي يجب أن تزين الطاولة سهرة اليوم الرمضاني”.
بدوره، يؤكد رشيد من عنابة، أب ثلاث أطفال، أن تخصيص ميزانية رمضان مُحبب بالنسبة له، لكن ليس ضروريا، ويشير إلى أن الارتفاع المفاجئ لأسعار مواد غذائية ٱثر سلبا على قدرة عديد العائلات في مواجهة طلبات رمضان اليومية سواء في الفطور، السحور وحتى في السهرة الرمضانية.
يقول رشيد في حديث مع “الشعب أونلاين”: ” خصصنا لرمضان ميزانية 100 ألف دينار، لكن واقع الأسعار غير المفهوم أجبرنا على مسايرة المصاريف بعقلانية تفاديا لأي طارئ يجبرنا على القرض من الأحباب والأقرباء”.
وبطريقة مختلفة يُسيّر دحمان من مستغانم، أب طفلين، ميزانية رمضان، ويلفت الانتباه إلى أنه جعل ميزانية لكل يوم تتراوح بين 1000 دينار و1500 دينار، وتابع : ” هذه الطريقة أراها مناسبة وغير مكلفة، خاصة وأن الأسعار ترتفع من يوم لٱخر وهذا يجبر رب العائلة على مجابهة الوضع بما يملك من مدخول شهري”.
سلوك خاطئ وتفاديه ضرورة!
ويعتبر رئيس جمعية أمان لحماية المستهلك، حسان منوار، في اتصال هاتفي مع “الشعب أونلاين” تخصيص الجزائري لميزانية في رمضان سلوك خاطئ يجب تفاديه مستقبلا.
ويتابع في السياق: ” المواطن يقوم بجمع المال طيلة العام من أجل هذا الشهر، رغم أن رمضان شهر توفير وعبادة لكن الجزائريين يقومون عكس ذلك وهذا تصرف استهلاكي غير مسؤول”.
وفي حديث عن القدرة الشرائية في الوقت الحالي، يشير منوار إلى أنها تنهار بالنسبة لكثير الجزائريين، ويفسر هذه النقطة بقوله: ” نلاحظ أن المواطن لم يعد قادرا على مجابهة كل المصاريف لأن المصاريف لا تتمثل في الأكل فقط، بل هناك مصاريف أخرى. واليوم المعدل المتوسط للمدخول الشهري للجزائريين هو حوالي 43 ألف دينار وهذا غير كافي لتغطية كل الحاجيات”.
الأجرة الشهرية المناسبة للجزائري..
ويذكر رئيس جمعية أمان لحماية المستهلك، أن الأجرة الشهرية المناسبة لعائلة جزائرية مكونة من 5 أفراد كانت في حدود 78 ألف دينار قبل أربع سنوات، لكن الواقع حاليا تغير تماما بسبب أزمة كوفيد الصحية التي أثرت مباشرة في أسعار عديد المواد الغذائية.
ويشير المتحدث إلى أجرة عائلة جزائرية مكونة من 5 أفراد يجب أن تتعدى 100 ألف دينار وهذا لمجابهة ارتفاع الأسعار، وتابع: ” البصل خير مثال على ذلك بعد بلوغ سعره في مناطق إلى 330 دينار لهذا 100 ألف دينار هو الراتب الذي يجب أن يتقضاه جزائري أب ثلاث أطفال من أجل حياة متوسطة”.
نمط الجزائريين الاستهلاكي غير صحي..
وبعيدا عن ميزانية رمضان وارتفاع أسعار مواد غذائية، يرى منور أن للجزائريين عامة نمط استهلاكي غير صحي وأكل غير صحي، لٱن غذاء جل الجزائريين موحد فيه كثير من السكريات والمقليات والدسم والملح.
ويوضح أن هذا النمط تسبب في 60 ألف حالة سرطان جديدة في العام ولدينا أكثر من 6 ملايين مريض بالسكري ولدينا أكثر من 15% مريض بالسمنة وحوالي 10 ملايين ممن يعانون من أمراض الضغط والقلب والشرايين.