أجمع ممثلون لمختلف الفصائل الفلسطينية، في منتدى إذاعة الجزائر الدولية، اليوم الأحد أن توحيد الصف الفلسطيني، أصبح ضرورة ملحة لمجابهة الكيان الصهيوني في ظل التصاعد المستمر لاعتداءاته السافرة، خاصة في الآونة الأخيرة في حق مصلين أبرياء معتكفين في الأقصى الشريف.
أكّد متدخلون في المنتدى أن ما يحدث اعتداء صارخا على قرارات الأمم المتحدة والتي تؤكد أن المسجد الأقصى إرثا إسلاميا خالصا.
وفي هذا الصدد، قال ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس بالجزائر، الأستاذ محمد عثمان أبو البراء أنه “منذ أزيد من سبع سنوات،وعصابات وميليشيات المتطرفين الصهاينة تتعمد القيام بطقوسها الدينية، فيما يسمى بعيد الفصح الذي يصادف مناسبات إسلامية بارزة متمثلة في شهر رمضان”.
وأضاف أن “هذه العصابات تريد أن تبعث رسالة محددة، مفادها أن حصرية المسجد الأقصى للمسلمين لم تعد قائمة ويحاولون ترسيخ فكرة الهيكل في أذهان العرب والمسلمين والمجتمع الدولي”.
ما يحدث يُناقض قرارات الأمم المتحدة
وأشار المتحدث إلى ان “ما يحدث حاليا يتناقض مع قرارات الأمم المتحدة، التي تؤكد أن المسجد الأقصى إرثا إسلاميا خالصا ليس لليهود فيه أي حق، وليس لديهم أي تاريخ أو سند تاريخي أو ديني يؤكد أحقيتهم في ممارسة طقوسهم في المسجد الأقصى”.
وفي المقابل قال أبو البراء انه ” امام ضعف وتراجع الصف العربي والإسلامي فإن هؤلاء المتطرفين يحاولون فرض واقع جديد من خلال حسم الصراع العربي الإسرائيلي عبر الملف الحساس والجوهري لهذه القضية وهو ملف القدس”.
وعليه أكد ضيف المنتدى أنه “أصبح من الضروري بدء القيادة الفلسطينية بمبادرات لتنفيذ بنود إعلان الجزائر لمجابهة الكيان الصهيوني”.
“المشكل ليس في الكيان الصهيوني بل في العرب”
من جهته، أشار المتحدث باسم حركة فتح، الدكتور محمد سليم أن “موضوع القضية الفلسطينية شائك ومعقد في نفس الوقت، وأنه تجاوز منطقة الشرق الأوسط”. مؤكدا ان “الكيان الصهيوني كيان دخيل ومأجور جيء به من قبل الأوروبيين لكي يكون شوكة في قلب الأمة العربية، كما أن الموقع الإستراتيجي لفلسطين جعلها مهمة لمصالح الغرب الذي يهدف إلى تقسيم الأمة العربية”.
ويرى المتحدث ان “المشكل ليس في الكيان الصهيوني بل في العرب الذين قبلوا بهذا الوضع، خاصة وان فلسطين تعتبر أيقونة الأمة العربية والإسلامية”، مسترسلا بالقول “رغم قوة الكيان الصهيوني الذي يلقى دعم الغرب عبر منع فرض العقوبات عليه، إلا ان الفلسطينين الذين يعتبرون أصحاب الأرض والقدس مصممون على مواصلة المسيرة لتحرير فلسطين مهما كانت الظروف”.
في سياق متصل، أشار الدكتور محمد سليم إلى أن “الكيان الصهيوني يعيش حالة رعب وانشقاقات، خاصة بعد توحد جميع الفصائل الفلسطينية تحت راية واحدة في جميع المناطق”.
إشادة بدور الجزائر في دعم القضية الفلسطينية
بدوره أشاد ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر، الأستاذ محمد الحمامي بالدعم الذي تقدمه الجزائر وعلى رأسها رئيس الجمهورية للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة حيث قال إن “الإجرام الصهيوني متواصل منذ نشأة هذا الكيان ومع كل شهر رمضان تتكرر الاعتداءات على المسجد الأقصى وعلى قدسيته أمام أعين المجتمع الدولي الذي يمارس ازدواجية المعايير .
وأكّد الحمامي ان هذه الاعتداءات اليومية لم تعد تقتصر فقط على مدينة القدس الشريف بل على كل مدن الضفة الغربية.
في سياق متصل أشار الحمامي إلى أن “الكيان الصهيوني يتخبط في أزمات داخلية يحاول أن يصدرها على حساب الدم الفلسطيني”.
بيانات التنديد لم تعد كافية
كما أوضح ان “بيانات التنديد للأنظمة العربية لم تعد كافية، وأنه أصبح مطلوب من العرب أن يتوحدوا ويوقفوا عربة التطبيع، مع دعم الشعب الفلسطيني عبر إستراتيجية عربية متوجهة للمجتمع الدولي”.
أما الأستاذ علي أبو هلال، ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقد أكد أن “المقدسات الفلسطينية مستهدفة من قبل الكيان الصهيوني القائم على أساس التصفية العرقية وإبادة الشعب الفلسطيني وتاريخه، وان المسجد الأقصى على مدار الاحتلال الصهيوني لفلسطين تعرض إلى الكثير من محاولات المداهمة والتهويد”.
كما أضاف أن “الوحدة الوطنية والفلسطينية أصبحت ضرورية من أجل السير قدما بالمشروع الذي تقدمت به الجزائر لمجابهة مشروع وبرنامج الكيان الصهيوني”.