أشاد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، بجهود العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس، في الدفاع عن اللغة العربية والدين الإسلامي والهوية الجزائرية، واختار سلاح العلم طيلة حياته كمبدأ.
وصف وزير المجاهدين وذوي الحقوق، في ندوة تاريخية نظمها المتحف الوطني للمجاهد، اليوم السبت، بمناسبة الذكرى الـ83 لوفاة هذا العلامة، وذكرى يوم العلم، العلامة بن باديس برمز الجزائر الشامخة ورائد نهضتها.
وقال: “يوم العلم محطة نستحضر من خلالها رمزا من رموز الجزائر، هذا الرجل العظيم، الذي أضاء من روحه مشكاة الحق والعلم والمعرفة، مدرسا وخطيبا وواعظا وفقيها وإعلاميا ومفكرا ومناضلا وسياسيا، وكلها محاميد وصفات اجتمعت في إرادة رجل واحد”.
وأضاف ربيقة أن بن باديس كان أمة بمفرده، اختار سلاح العلم والحق فحمله طيلة حياته كرسالة ومبدأ وقيمة ومبتغى، فعمل بلا هوادة على تمكين بنات وأبناء الجزائر من التعليم الذي حرمهم منه الإستعمار.
وأشار الوزير إلى أن إحياء ذكرى العلامة ابن باديس، حفظ لحقه وتقديرا لأثره الكبير في الأمة الجزائرية، واعترافا بما بذله من جهد كبير في سبيل الدفاع عن الدين الحنيف واللغة العربية وهوية الجزائر.
وأكد ربيقة على يوم العلم كمحطة مفصلية تذكر أبناء الجزائر بجهود أحد علمائها الأجلاء، لقد ظهر الأثر الطيب لجهود العلامة المصلح بإنشاء المدارس للناشئة تتلقى فيها دروس الدين والأخلاق وقواعد اللغة العربية والتاريخ الوطني، وتأسيس النوادي للشباب ليجتمع فيها شتاتهم وتتحقق فيها طموحاتهم نحو ما ينفع وطنهم، واستقطب الجمهور في المساجد لتهذيب نفوسهم وتصحيح عقائدهم وتقويم سلوكهم.
وأشار الوزير إلى أن هذا الثالوث بمثابة الدعائم الأساسية، التي بنى عليها الإمام جهاده الإصلاحي، الذي تواصل إلى غاية وفاته مخلفا رصيدا سياسيا وثقافيا غذى أجيالا من الجزائريين.
وأضاف: “تسجل الأمة الجزائرية للشيخ ابن باديس ولجمعية العلماء المسلمين الجزائريين دورا رائدا في الحفاظ على هوية الأمة ومكونات الشخصية الوطنية، وبفضل هذه الجهود بقى حيا في ذاكرة أمته”.
وأشار ربيقة إلى أن يوم العلم مناسبة تستوقفنا عند تضحيات أبناء وبنات الجزائر عبر السنين من أجل الحفاظ على مقومات الوطنية.
وذكر الوزير بأشواط قطعتها الجزائر منذ استرجاع السيادة الوطنية في التربية والتعليم، ودعا الشباب للأخذ بالقيم والمبادئ النبيلة التي تحلى بها السلف.
وأشار إلى رسالة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بمناسبة يوم العلم العام الماضي، يدعو فيها الشباب لحسن التحصيل والمبادرة إلى التواصل الحضاري والتمسك بوطنيتنا العلمية، التي يجب أن تبقى على مستوى عال من اليقظة أمام الحركية التي يشهدها العالم، والعمل بكل ما أمكن لتفادي هزيمة الفكر والإنفتاح الإيجابي على اللغات والحضارات والتحكم في التقنيات.
وقال: “أهنئ بمناسبة يوم العلم أولئك الذين مازالوا يزاولون رسالتهم الشريفة، رسالة العلم الجليلة في كل المستويات والقطاعات، ولاسيما القائمين على تلقين المعارف في محو الأمية وتعليم ذوي القدرات الخاصة”.
بن باديس حارب الطرقية وسياسة التغريب
وأبرز الدكتور مولود قرين مولود قرين، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة يحي فارس بالمدية، دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في محاربة سياسة التغريب التي انتهجتها الإدارة الإستعمارية، واهتمت بالوحدة وتعليم الجزائريين ذكورا وإناثا.
وأكد الدكتور دحمان تواتي، عضو المجلس العلمي بالمتحف الوطني للمجاهد، أن الإستعمار الفرنسي، عمل على إضعاف اللغة العربية بتعويضها بالدراجة، وحارب الدين بمحاولة تدجين الجهاد بالخرافية والطرقية، والقضاء على الهوية الجزائرية بأبعادها الثلاثة التاريخ، اللغة والدين، الإستعمار، وعمل على قطع الجزائريين مع صلاتهم الحضارية، وحارب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بكل الطرق لأنه أدرك قيمتها في تحصين الأجيال والحفاظ على الدين واللغة العربية.
وبالمناسبة، كُرم الأساتذة المحاضرون.