كشف فريق من علماء الفسيولوجيا العصبية، في معهد دراسة الأطفال في مدينة سياتل الأمريكية، أن الصعوبات اللغوية لدى المصابين بالتوحد تتطور مع انخفاض حجم المادة الرمادية في الدماغ، حسب ما أفادت به مصادر إعلامية اليوم الاثنين.
ولمعرفة نتائج الدراسة اختبر العلماء أدمغة 36 طفلا تتراوح أعمارهم بين 8 أعوام و14 عاما, بينهم 18 طفلا يعانون من اضطرابات طيف التوحد ونفس العدد من الأطفال الذين يجري نموهم طبيعيا وتم فحص أدمغة المشاركين باستخدام التصوير
بالرنين المغناطيسي الهيكلي وكذلك تم تقييم المهارات اللغوية للأطفال بمساعدة الاختبار السلوكي.
واكتشف الباحثون أن حجم المادة البيضاء في مناطق مختلفة من الدماغ عند الأطفال كان متشابها, بينما كان حجم المادة الرمادية عند الأطفال المصابين بالتوحد أقل قليلا.
كما وجد الباحثون أن مستوى التعرج في قشرة الأطفال المصابين بالتوحد كان أعلى بشكل عام مما هو معتاد لدى أقرانهم من المجموعة الاختبارية.
وأظهرت المقارنة لهذه البيانات مع المهارات اللغوية للأطفال أن المشكلات المتعلقة بنموهم تنشأ عند الأطفال المصابين بالتوحد الذين لديهم سماكة منخفضة نسبيا للمادة الرمادية في الدماغ, فضلا عن أعلى مستوى من التعرق في الدماغ والفص الصدغي الجبهي للقشرة المرتبطة مباشرة بالنشاط الكلامي.
وقال العلماء “إن حجم المادة الرمادية كان أقل بشكل ملحوظ لدى الأطفال المصابين بالتوحد, كما ازدادت لديهم نسبة التعرج في القشرة الدماغية, حيث أظهر التحليل أن المهارات اللغوية تعتمد على سمك المادة الرمادية وشدة التعرج في مناطق القشرة الدماغية التي تشارك في النشاط الكلامي, وتشمل هذه المناطق أقساما من الفص الصدغي والجبهي من القشرة الدماغية.
وأوضح العلماء أن الاضطرابات اللغوية والصعوبات المتعلقة بإجادة اللغة غالبا ما تحدث عند الأطفال المصابين بالتوحد في حال تميزهم بحجم منخفض نسبيا من المادة الرمادية في الدماغ وزيادة تعرقهم في الفص الصدغي والجبهي من القشرة”.
جدير بالذكر، أن المادة الرمادية هي أحد العناصر الأساسية في الجهاز العصبي المركزي تتكون من أجسام خلايا عصبية وإسفنجات العصبونات وخلايا دبقية وشعيرات دموية.