يعرض منتجون ومصنعون محليون في شعبة النسيج والألبسة والجلود، في معرض وطني بـ”صفاكس” منتجات جزائرية 100 بالمائة، قبيل عيد الفطر، في فرصة تتيح للزوار اقتناء منتجات بأسعار تنافسية، وأيضا التعرف على قدرات منتجين محليين في سوق يعول على تطويرها مستقبلا.
يُعرّف هذا الصالون الذي افتتح الإثنين الماضي، ومن تنظيم الوكالة الوطنية لترقية التجارةالخارجية ”ألجكس” والشركة الجزائرية للمعارض والتصدير ”صافكس”، بالمنتجات المصنعة محليا ويسمح للعائلات الجزائرية من اقتناء احتياجاتها قبيل عيد الفطر وبأسعار مناسبة.
برمجت التظاهرة تزامنا مع الأيام الأخيرة لشهر رمضان وتدوم إلى غاية 19 أفريل، وينتظر منها تسليط الضوء على قدرات الإنتاج الوطني وتنوعه في هذا المجال، حيث تضم شركات جزائرية ناشطة في مختلف الصناعات النسيجية والجلدية والأحذية والألبسة الجاهزة، من أجل عرض وبيع منتجاتها.
وتشارك في هذا الصالون مؤسسات رائدة في شعبة النسيج والجلود والألبسة، مثل المجمع العمومي “جيتاكس”، “ديكاتلون الجزائر” و “تايال” ومؤسسات أخرى (30 منتح ومصنع) يعرضون منتجات محلية من الألبسة والأحذية لمختلف الفئات العمرية، وأفرشة ولوازم تأثيث منزلي.
التوجه أكثر نحو الانتاج الجزائري
قصد التعرف أكثر على ما يطرحه منتجون يشاركون في الصالون، تقربنا من القائمين على جناح عرض خاص بـ”ديكاتلون الجزائر”، حيث يقول المسؤول الرياضي بهذه العلامة صابري شبرقة، في تصريح لـ”الشعب أونلاين”، أنه يجري العمل حاليا على تطوير إنتاج محلي للملابس يتوافق ومعايير إنتاج دولية.
ويضيف: “انطلقنا في الإنتاج المحلي منذ نحو سنة وفق شروط ومعايير جودة معمول بها في نقاط “ديكاتلون” عالميا، أتحدث عن تصنيع 5 منتجات محليا التي تلقى طلبا ورواجا كبيرين وهي موجودة بالصالون وبأسعار جد تنافسية، من أقمصة منها رياضية، للرجال والنساء في ألوان مختلفة.
في سياسة التصنيع المحلي لدى “ديكاتلون”، يوضح المتحدث أن العلامة تسعى إلى تسويق 5 إلى 6 منتجات أخرى في الـ6 أشهر المقبلة لتبلغ 10 منتجات مصنعة محليا.
ويتابع قائلا: “في الإنتاج المحلي نعمل على تطوير منتجات بأسعار جد تنافسية تراعي متطلبات الزبون الجزائري، وأؤكد أن المنتجات المحلية تصنع وفق المعايير الدولية لـ”ديكاتلون”.
وتشارك “ديكاتلون الجزائر، في المعرض الوطني للمنتجات النسيحية والأحذية بقصر المعارض الصنوبر البحري (من 10 إلى 19 أفريل)، بمجموعة من الألبسة المنتجة محليا وتخفيضات في الأسعار.
ووفق ما شرحه ممثل العلامة، تعمل المؤسسة على التوجه تدريجيا نحو تطوير سلة المنتجات المحلية وتخفيض قائمة المنتجات المستوردة، مع التركيز على ضمان الجودة وتنافسية الأسعار.
وتلقى منتجات العلامة المنتجة محليا، مثلما وقفنا عليه، رواجا بين زوار، اذ يطرح جناح “ديكاتلون” أقمصة رياضية وعادية بداية من 550 دج إلى 1500 دج.
.. إزالة الصورة النمطية
في رواق آخر بهذا الصالون، تعرض مؤسسة مختصة في إنتاج الألبسة النسائية ما جادت به أنامل العاملين فيها، مثلما يقول بوكروش محمد علي، ممثل شركة دراوزة للأنسجة والألبسة (برج بوعريريج)، وهي مؤسسة تنشط منذ 30 سنة في إنتاج ألبسة نساء.
المشاركة في الصالون، بحسب بوكروش، تستهدف التعريف بمنتوج الشركة، وتغيير ” صورة نمطية في ذهن المستهلك الجزائري عن المنتج المصنع محليا.”
ويواصل بقوله: “في هذا الصالون نعرض منتجات جزائرية، نحاول من خلالها ابراز الجودة المحلية وتنافسية السعر، المنتوج المحلي يأخذه مكانة تدريجية في السوق المحلي عقب التدابير المتخذة من قبل الحكومة، ونلمس ديناميكية جديدة في الميدان بعد تراجع قائمة المنتجات المستوردة”.
سياسية التصنيع المحلي التي تنتهجها البلاد في آخر سنوات يمكن، وفق المصدر، من شأنها ان تأتي ثمار انعاش سوق النسيج والجلود في الجزائر وهناك مؤشرات على ذلك.
في المقابل، يشير بوكروش إلى أنه ” من بين الصعوبات التي تواجه المنتجين حاليا استيراد المواد الأولية، نأمل أن تزيل مقاربة التصنيع الجديدة هذه العراقيل، ما يسمح بتطوير إنتاج محلي يستجيب لحاجة المستهلك”.
من بين النقاط التي طرحها المتحدث، ما تعلق بضرورة تنظيم مثل هذه التظاهرات بانتظام، ما يسمح – حسبه – بتقريب المنتجات المحلية من المستهلكين.
وأضاف: “نعمل على تغطية السوق الوطني حسب الطلب، لكن من ضمن أهدافنا مستقبلا التجاوب مع حاجة السوق المحلي والتوجه نحو التصدير.”
من الألبسة توجهنا إلى الأفرشة ولوازم التأثيث، في جناح عرض خاص بشركة “أوراكسيما” للأفرشة المنزلية “أوراكسيما”، وهي شركة تنشط في السوق منذ سنة 2009، توفر منتجات، حسب ممثلها م.ك في تصريح لـ”الشعب أونلاين”، تنافس منتجات مستوردة سعرا وجودة.
واقع السوق..
ويبرز ممثل “أوراكسيما” سياسية الشركة التي تتطلع على توسيع شبكة المنتجات في السوق وتغطية الطلب المحلي، إلى جانب العمل على التوجه نحو التصدير: “نأمل أن تواصل السلطات في تقديم يد المساعدة وتشجيع المنتوج الوطني، بالمقابل يقع على عاتقنا ضمان جودة وأسعار تناسب المستهلك الجزائري.
وتعمل الجهات الوصية على وضع خريطة مفصلة لتطوير شعبة النسيج والجلود ترمي إلى الإلمام بالقدرات الإنتاجية الحقيقية في كل منتوج، وتحقيق التوازن في السوق الوطنية بين المنتجات المصنعة محليا والمنتجات المستوردة، حسب وزير التجارة الطيب زيتوني.
ووفقا للأرقام التي عرضها الوزير، لدى افتتاح الصالون، بلغت قيمة الصادرات الجزائرية في النسيج والجلود والأحذية 31.86 مليون دولار في 2022، منها 24 مليون دولار صادرات المنسوجات وحدها.
وارتفعت صادرات الجلود والمنتجات الجلدية الى 7.79 مليون دولار مقابل 5.34 مليون دولار في 2021 اي بزيادة 46 بالمائة.
وسجلت صادرات الأحذية في 2022 ما قيمته 102 ألف دولار، حيث تم تسويق المنتجات الجزائرية لهذا الفرع في خمس بلدان وهي نيجيريا (64.5 بالمئة من إجمالي صادرات الأحذية) وتونس (20 بالمائة من الإجمالي) والنيجر وموريتانيا والسينغال.
بالنسبة للمنسوجات، شكلت الألياف التركيبية والخيوط أهم المنتجات المصدرة في هذا المجال، بقيمة 12.64 مليون دولار أي بنسبة 52.7 بالمائة، إلى جانب الأقمشة بقيمة 6.74 مليون دولار (28 بالمائة من إجمالي صادرات المنسوجات.