وجه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال مجلس الوزراء الأخير، بتجسيد مدينة إعلامية تواكب التحولات الإعلامية في مجال السمعي والبصري والحاصلة في الإعلام العالمي، مـشيرا الى ضرورة منح الأولية لتطوير التلفزيون والإذاعة الوطنيتين، ليكونا قاطرة هذا التحول بغية تجديد مشهد السمعي البصري في الجزائر، كما دعا الرئيس تبون إلى استدراك التأخر المسجل في الاتصال على كافة المستويات لمواكبة الديناميكية التي تشهدها الكثير من القطاعات الحكومية.
يقول أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة سطيف الدكتور هشام عكوباش، أن مشروع إطلاق المدينة الإعلامية DZAIR Media CITY يدخل ضمن إستراتيجية الدولة لكسب الرهانات المحلية والدولية المتمثلة في الوتيرة المتسارعة للبيئة الرقمية وما تطرحه من تحديات، بحيث يستجيب هذا الفضاء الاتصالي الجديد إلى تطلعات الدولة الجزائرية نحو عصرنة قطاع الاتصال بمشاريع نوعية وضخمة بحجم الجزائر كدولة محورية في المنطقة.
ولعل من أهم المخرجات المستقبلية لهكذا مشروع بناء ملامح السمة الوطنية والصورة الذهنية الإيجابية للجزائر كرقم فاعل مهم على المستوى الإقليمي والدولي؛ وكما هو معلوم فإن الإعلام يتطلب بنى تحتية وأدوات ناجعة لتكريس هذه الصورة وتعزيزها، بحيث تسمح هذه المدينة الإعلامية في تركيز الجهود لأجل تحقيق هذه المخرجات وفق إستراتيجية واضحة المعالم تأخذ في الحسبان الفرص المتاحة لترقية هذه الصورة والتحديات التي تواجه تشويهها من قبل فواعل لا تنسجم مع مبادئ الدولة الجزائرية ومواقفها الراسخة.
وعلى صعيد آخر – يضيف عكوباش – لـ «الشعب»، فإن هذا المشروع مرتبط بمجموعة من الرهانات الاقتصادية؛ حيث يسهم في التسويق للسياسات الاقتصادية وورشاتها التي أطلقتها الدولة لأجل بناء اقتصاد وطني قوي مبني على اقتصاد المعرفة، وهذا ما يسمح بتحقيق الإجماع الوطني حول هذه المشاريع والتجند لإنجاحها.
وعلاوة على ذلك فالمدينة الإعلامية مشروع استثماري مربح، له عوائد مالية كبيرة إذا ما انفتح على المال الخاص، والنماذج العربية في هذا السياق تثبت ذلك، حيث سيكون بمثابة سوق حرة للمنتجات الإعلامية، تسمح بالمنافسة والثراء في المحتويات والالتزام بمعايير الاحترافية والجودة التي تضمن تسويق هذه المنتجات.
بالمقابل، يفيد نبيل عثمانية الصحفي ومدير الأخبار المساعد المكلف بالملتيميديا في التلفزيون العمومي الجزائري، لـ «الشعب»، بأن الأكيد أن تطوير المشهد الإعلامي الوطني والمنظومة الإعلامية الوطنية أصبح ضرورة قصوى، ليصل لمستوى يليق بمكانة الجزائر اليوم بين الدول وكذا بما يمكننا من خوض الحروب الإعلامية بكل أجيالها والدفاع عن مصالح بلادنا الإستراتيجية، وهي الحروب الحديثة التي تكاد تحل محل الحروب الكلاسيكية.