زار رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, الفريق أول السعيد شنقريحة، اليوم الخميس، مقر قيادة قوات الدفاع الجوي عن الإقليم, شدد خلالها على أن الدولة الجزائرية “لن تسمح بأي حال من الأحوال بعودة المتطرفين الذين كادوا أن يتسببوا في انهيار أركان الدولة الوطنية، والذين جاء خروجهم إلى العلن بإيعاز من دوائر التخريب المعادية”.
ورد في بيان لوزارة الدفاع الوطني أنه “مواصلة لزياراته التفقدية إلى مختلف مكونات الجيش الوطني الشعبي، قام الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، اليوم الخميس 20 أفريل 2023، بزيارة عمل وتفتيش إلى مقر قيادة قوات الدفاع الجوي عن الإقليم”.
وأشار البيان إلى أنه “بعد مراسم الاستقبال وبمدخل مقر قيادة الدفاع الجوي عن الإقليم، وقف الفريق أول رفقة اللواء عبد العزيز هوام، قائد قوات الدفاع الجوي عن الإقليم، وقفة ترحم على روح الشهيد بودغن بن علي المدعو (العقيد لطفي) الذي يحمل مقر قيادة قوات الدفاع الجوي عن الإقليم اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور عند النصب المخلد للشهيد وتلا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة وعلى أرواح الشهداء الأبرار”.
والتقى الفريق أول شنقريحة بإطارات وأفراد قيادة قوات الدفاع الجوي عن الإقليم، حيث ألقى كلمة توجيهية تابعها مستخدمو وحدات هذه القيادة عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، أكد فيها أن “الجزائر التي تخوض اليوم معركة التغيير بتضافر جهود أبنائها ووحدة صف شعبها، تجد نفسها، مرة أخرى، أمام محاولات بائسة تستهدف أمن واستقرار الوطن”.
وقال بهذا الخصوص: “إن الجزائر تخوض اليوم، تحت قيادة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، معركة التغيير المنشود، بتضافر جهود كافة الجزائريات والجزائريين، وبفضل الإرادات الوطنية الخيرة لتحقيق آمال الشهداء، وبناء دولة قوية بشاباتها وشبانها، الذين هم ذخر الأمة وثروتها الحقيقية، وقاطرة بلادنا نحو تجسيد تطلعات الشعب إلى الرفاه والرقي”.
أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي على أن “كل هذه الجهود والمساعي التي يبذلها الخيرون والمخلصون لا يراد منها إلا تعزيز التلاحم الوطني ونبذ كل مسببات الفرقة وإفشال كل المحاولات اليائسة التي تستهدف أمن واستقرار الوطن ووحدة الشعب الجزائري”.
ولفت الفريق أول شنقريحة, في هذا الشأن, إلى أن “هذه المحاولات البائسة التي سجلنا في الآونة الأخيرة أحد تجلياتها ومظاهرها، المتمثلة في عودة بعض الصور والمشاهد لنشاطات بعض الأصوليين الذين يتبنون خطابا دينيا متطرفا يذكرنا بسنوات التسعينيات من القرن الماضي”.
وشدد على أن “الدولة الجزائرية لن تسمح بأي حال من الأحوال بعودة هؤلاء المغامرين الذين كادوا أن يدفعوا بالبلاد إلى الهاوية، وأن يتسببوا في انهيار أركان الدولة الوطنية”.
وتابع يقول في هذا الإطار: “”ليعلم هؤلاء المتطرفين أن ذلك الزمان قد ولى إلى غير رجعة وأن مؤسسات الدولة الراسخة لن تسمح بأي حال من الأحوال بعودة هؤلاء المغامرين الذين كادوا أن يدفعوا بالبلاد إلى الهاوية وأن يتسببوا في انهيار أركان الدولة الوطنية، التي ضحى من أجلها الملايين من الشهداء الأبرار”.
وأردف يقول: “ليعلموا كذلك أن الشعب الجزائري الذي انكوى بنار الإرهاب الهمجي وعانى الويلات من العنف الأعمى، لن يسمح لهم بخداعه مرة أخرى، لأنه أصبح أكثر وعيا وإدراكا لأساليبهم الخبيثة التي تستغل تعلق الجزائريين بدينهم الحنيف لتحقيق أغراض سياسوية مشبوهة تندرج دون شك في إطار مشاريع تخريبية وأجندات أجنبية معادية”.
وفي السياق ذاته، أكد الفريق أول شنقريحة على أن محاربة التطرف بشتى أنواعه “ينبغي أن تشمل جميع المستويات وأن يشارك فيه كافة الفاعلين على الساحة الوطنية”.
واسترسل يقول في هذا الشأن: “لأجل ذلك، فإن محاربة التطرف بشتى أنواعه ينبغي أن يشمل جميع المستويات وأن يشارك فيه كافة الفاعلين على الساحة الوطنية”، ليضيف بالقول: “الأكيد أن هذا الجهد يبدأ من الخلية الأساسية للمجتمع، المتمثلة في الأسرة، فضلا عن المدرسة التي هي مطالبة بتلقين الناشئة، تربية مدنية صحيحة، أساسها غرس قيم المواطنة والتذكير بواجبات المواطن تجاه وطنه ومجتمعه، مواطن قادر على التكيف ورفع تحديات ومتطلبات القرن الواحد والعشرين، مواطن فخور ومعتز بجزائريته”.
وأعرب رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي عن “يقينه التام” بأن “هذا الخروج إلى العلن، بعدما كان يجري في السر وفي فضاءات مغلقة، إنما جاء بإيعاز من دوائر التخريب المعادية التي عودتنا بمثل هذه التحركات المريبة كلما لاحظوا أن الجزائر قد استرجعت في وقت وجيز دورها كفاعل محوري على الساحتين الإقليمية والدولية”.
وأكد الفريق أول شنقريحة بالقول: “إننا، ورغم ذلك، متيقنون أننا سنتمكن بفضل وعي ووحدة شعبنا الأبي وتلاحمه مع جيشه ومؤسساته، من إفشال كافة هذه المشاريع التخريبية والمضي قدما نحو ترسيخ مكانة بلادنا بين الأمم”.
وفي الأخير، تابع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي عرضا شاملا قدمه قائد قوات الدفاع الجوي عن الإقليم حول مختلف مجالات النشاطات ذات الصلة بمدى تنفيذ مخطط التطوير الخاص بهذه القوات، حيث أشاد الفريق أول شنقريحة بـ”الدرجة العالية من الجاهزية والاحترافية التي بلغتها قوات الدفاع الجوي عن الإقليم في حماية مجالنا الجوي”.
وحرص على التأكيد على “واجب السهر على التحضير القتالي المتواصل والعمل الميداني المتفاني الذي يبقى دوما يمثل الجسر المديد والمتين، الذي يمكن كافة وحدات الدفاع الجوي عن الإقليم من أداء مهامها بمهنية عالية، لاسيما خلال تنفيذ مختلف التمارين”, وفقا لما تضمنه بيان وزارة الدفاع الوطني.