تتصاعد التحذيرات بالمملكة المغربية خوفا من خطط الكيان الصهيوني الذي تغول وأضحى يستنزف خيرات البلاد دون حسيب او رقيب، في وقت لم تعد الدولة وصية على المجال الفلاحي منذ التطبيع.
فمنذ توقيع اتفاق التطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني اواخر 2020, كشف خبراء مغاربة عن معطيات صادمة بخصوص ما تبقى من الأمن الغذائي في المملكة وحذروا من تداعياتها على الوطن والمواطنين.
ويرى المغاربة ومناهضو التطبيع بالخصوص أن الأمن الغذائي المغربي في خطر, لأن الدولة لم تعد وصية على المجال الفلاحي بعد الشراكات التي جرى توقيعها مع شركات صهيونية, مع استفرادها ببعض الامتيازات.
وقال الأستاذ الباحث بمعهد الزراعة والبيطرة بالرباط, محمد الناجي, إن معظم بذور الخضروات المتداولة في الأسواق المغربية ذات مصدر صهيوني, بنسبة تفوق 80 بالمائة, و أن العلامات التجارية الأخرى (الهولندية والإسبانية وما إلى ذلك), تأتي في المرتبة الثانية.
وأوضح الناجي في كلمة له خلال محاضرة بعنوان “مخاطر التطبيع والاختراق الصهيوني لقطاع الفلاحة والصيد البحري بالمغرب”, أن المملكة “لم تشتغل على صناعة بذور وطنية, بسبب غياب الإرادة السياسية لذلك”.
ولفت المتحدث في المحاضرة التي عقدت بالعاصمة الرباط إلى أن الخضراوات ذات المصدر الصهيوني عديدة, ومنها الطماطم والبصل والجزر والفلفل وغيرها, مشيرا الى ان الكيان الصهيوني يعمل على “إغراء المهندسين المغاربة بالاشتغال في شركاته والتي تحمل أسماء أخرى, أوروبية في الأساس”.
وذكر أن الكيان المحتل “حاضر بشكل كبير في تزويد المغرب بالكثير من حاجاته في قطاع البذور, ومعدات الري الموضعي, والأسمدة الذائبة, ثم الإنتاج الزراعي والسمكي”.
وقال أنه عقب التوقيع مع الكيان المحتل, أصبحت الشركات الصهيونية “تظهر بشكل علني في السوق المغربية وليس بشكل مقنع, وتتوجه في مخططاتها إلى التصدير لإفريقيا عبر المغرب”, مذكرا بأن القطاع الفلاحي المغربي “مخترق” من طرف الكيان الصهيوني منذ التسعينيات, بشركات غير معروف بأنها تابعة له, “والتي بدأت اليوم تخرج للعلن وتطور فروعها بالمملكة”.
وأبرز الناجي أن المغرب يستورد من الكيان الصهيوني البذور منذ أزيد من ثلاثة عقود, “وهي بذور لا يمكن إعادة زراعتها, بل ينبغي اقتناء بذور جديدة كل سنة”, مشددا على أن “السياسة الفلاحية في المغرب مجرد استعراض, و أن البنية الاقتصادية الفلاحية الصلبة غير موجودة, حيث نستورد كل البذور, وهو ما يجعل البلد مرتهنا للخارج”.
على الرغم من ان التطبيع لم يمض عليه سوى عامين, غير ان الارقام الخارجة من المغرب صادمة و تعطي مؤشرات لصورة خطيرة للغاية. فمثلا زراعة فاكهة الافوكادو بالمغرب من قبل الكيان الصهيوني تشكل خطرا كبيرا على المملكة نظرا لاستهلاكها الكبير للماء.
حيث تتطلب شجرة من هذه الفاكهة وفق المختصين, من 2271 الى 4163 لتر ماء في الفترات العادية, اما خلال فترات الجفاف الشديد فإنها تحتاج الى كميات تصل الى 4542 لتر من المياه, بينما تحتاج الاشجار التي يتراوح طولها من 1.2 الى 10 أمتار, ما بين 75.7 و 151 لتر من الماء. وللجميع ان يتخيل كمية المياه المستنزفة بالمغرب لأجل هذه الفاكهة فقط.
وأكد الناشط المغربي محمد اللحياني أن هناك “مخاطر حقيقية” على مستقبل الفلاحة و الزراعة بالمغرب لأن الارض و خيراتها ستكون حكرا على الشركات الصهيونية المصدرة للمنتوجات, “والحل يكمن في وقف التطبيع في اقرب وقت لأن الارتهان للكيان الصهيوني سيؤدي الى الخراب”.
ويعمل مناهضو التطبيع في المغرب على التوعية بمخاطر هذا السرطان الصهيوني الذي ينخر المجتمع و الدولة المغربية و انقاذ البلاد من براثن الصهاينة الذين يخططون لتفتيت المنطقة و وضع اليد على ثرواتها من نفط وغاز وفوسفات وذهب وغيرها.
وأكد المناهضون ان بلادهم لم تجن من ترسيم العلاقات مع الكيان الصهيوني سوى “الاستنزاف والخزي والعار”, محذرين من مخططات الكيان المحتل بجعل المغرب بوابة للتوغل الى القارة الافريقية.