أصدرت المديرية العامة للجمارك حصيلة، أعلنت فيها أنّ مصالحها تمكّنت من إحباط عمليات تهريب استهدفت قرابة ألف قطعة أثرية وتاريخية جزائرية، في ظرف لا يتجاوز أربع أو خمس سنوات، وأفادت الحصيلة أنّ التهريب لم يستثن الأواني القديمة ولا القطع النقدية، ولا الحجارة الأثرية، وقدّمت بالأرقام كل ما استرجعته من براثن المهرّبين..
ولا شكّ أنّ جهد رجال الجمارك في حماية التراث الثقافي الوطني، مشكور، فهم يبذلون ما وسعهم في حماية مكوّنات هويّتنا، ومقوّمات ذاكرتنا، وهم يستحقّون كل الإجلال والتقدير والاحترام، غير أنّ جهد الرّجالة في الجمارك وحده لا يكفي؛ ذلك أن السّراق والناهبين ضاعفوا من آثامهم، وتملّكهم (الطّكوك) على كل ما هو موروث جزائري أصيل، ينسبونه إلى أنفسهم، وحين يفشلون في الاستيلاء عليه، يطلقون ذبابهم كي يحقّروه وينتقصوا منه، وما زالوا على حالهم، لم تسلم منهم أغنية ولا رواية ولا قصة..
نذكر أنّنا كنّا نشتغل على «ملحمة» جزائرية شغفتنا، ووقعنا في أثناء البحث على واحد من (إيّاهم)، كنّا نتوسّم أنه أكاديمي ورع، فأسعدنا – في حوار أجرته معه صحيفة خليجية – إعلانه عن رغبته في تحقيق «الملحمة»..ولم نجدّ بدّا من التواصل معه عبر البريد الإلكتروني، فردّ مرحّبا هاشّا باشّا، وتبادلنا التحايا و(أدعية الخير)، ولم تكن غير رسالة قدّمنا له فيها نبذة عن طبيعة اشتغالنا على الملحمة الجزائرية الأصيلة، حتّى كشّ وانفشّ وتلاشى، ولم نسمع عنه خبرا إلى يوم الناس هذا..طبعا..تصريح (المفشوش المغشوش) كان مجرّد (بارود عراسي) يقصد إلى الاستيلاء (إعلاميا) على ملحمة لا تمتّ إلى تراثه بصلة..
خلاصة القول..(سرقة) القطع التاريخية عادية، ويمكن تفهّمها، ولكن، كيف نفسّر الرّغبة العارمة في سرقة الكلام؟!..يبدو أنّنا جميعا مطالبون بأن نكون رجال جمارك..