حقّقت الجزائر نتائج معتبرة في مجال التشغيل، حسبما يراه الخبير الاقتصادي عبد الرحمن هادف، عن طريق أجهزة استحدثت لهذا الغرض، ومن خلال إصلاحات، وتحيين الإطار القانوني لعلاقات العمل، وعليه منحة البطالة أصبحت تسمح للمستفيدين منها بالحصول على فرص إدماج في سوق العمل.
قال هادف، في تصريح لـ «الشعب»، إنّ ملف التشغيل أصبح اليوم من الملفات المهمة في مرافقة الحركية الاقتصادية بصفة عامة، وأيضا لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين خاصة لدى طالبي الشغل، لافتا إلى أنّ الجزائر كانت قد شهدت إصلاحات كبرى في هذا المجال، لمرافقة طالبي الشغل باستحداث آليات وميكانزمات، ومن خلال تحيين الإطار القانوني للقانون الخاص بعلاقات العمل، ممّا يسمح بفتح آفاق مختلفة في مجال التشغيل.
وأضاف في السياق، أن هناك نتائج معتبرة تسجل اليوم، خاصة بعد إصلاح المنظومة المتعلقة الوكالة الوطنية للتشغيل، التي أصبحت جهازا مهما في هذا المجال، وله تأثير إيجابي في تأطير طالبي الشغل، وكذا مرافقة المؤسسات الاقتصادية وحتى الهيئات العمومية، وهذا يعتبر – حسبه – من بين الإصلاحات التي عملت عليها السلطات العمومية، وفي نفس الوقت هناك مواكبة لكل التحولات التي تعرفها الساحة الاقتصادية.
وذكر في معرض حديثه، أن هناك من أجهزة التشغيل من خضعت لعملية الإصلاح كجهاز دعم تشغيل الشباب، وكذا الآليات التي تمّ استحداثها في صيغ التشغيل من امتيازات وصيغ، مثل صيغة الإدماج قبل التشغيل، وصيغ الإدماج المختلفة لخريجي الجامعات.
وتحدّث الخبير عن الإطار الجديد المتعلق بالمهن التي بها خصوصيات ـ يقول هادف ـ وهي متواجدة في مجال اقتصاد المعرفة والتكنولوجيات الرقمية، والإطار المتعلق بالمقاول الذاتي الذي يعد من الأمور الجديدة والجيدة التي استحدثتها الحكومة في هذا المجال.
وأضاف الخبير هادف – في السياق – أنّ هناك الكثير من الإجراءات أصبح لها أثر كبير اليوم على تشغيل الشباب، وأيضا على مجال المؤسسات الناشئة ومجال ترقية المقاولاتية، التي تعد من المحاور الأساسية التي تعمل عليها الحكومة لتحسين سوق الشغل بصفة عامة، وكذا لمرافقة خريجي الجامعات ومراكز التكوين، بدون أن يغفل أهمية الآلية التي تم استحداثها لمرافقة البطالين والمتمثلة في منحة البطالة التي ليس لها أثر مالي فحسب بل أثر هيكلي.
وأوضح هادف أنّ منحة البطالة التي يستفيد منها عدد كبير من خرّيجي الجامعات، هي آلية تسمح بتكوين هذه الشريحة من طالبي الشغل في تخصصات، ستسمح لهم بالاستفادة من الإدماج في سوق الشغل بصفة أكثر نجاعة وأكثر فعالية، وهذا من بين أهداف منحة البطالة التي جاءت ليس لسد الاحتياجات المالية فحسب، بل هي آلية للإدماج في سوق الشغل بصفة مستدامة.