عرفت العاصمة السودانية الخرطوم مساء أمس الاثنين، غارات جوية وانفجارات، رغم الهدنة الجديدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لمدة 72 ساعة، حسب ما أوردته مصادر إعلامية.
سمع دوي انفجارات جديد شمالي حي “كافوري” وحول منطقتي “شمبات” و “الصبابي” بالخرطوم، وتصاعدت منها أعمدة الدخان، فيما عاودت الطائرات الحربية التحليق، وتم صدها بمضادات الطائرات، حسب ذات المصادر.
وأدت الاشتباكات الدامية التي دخلت أسبوعها الثالث إلى نزوح عشرات الآلاف من السودانيين إلى دول مجاورة، بحثا عن الأمان والمساعدة الإنسانية.
من جهتها، حذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من 800 ألف شخص قد يفرون من السودان في ظل القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، رغم الهدنة المعلنة ووقف الدول الأجنبية عمليات الإجلاء.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، أمس الاثنين، أن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين تخطط بالتشاور مع الحكومات والشركاء لاستقبال أكثر من 800 ألف شخص قد يفرون من القتال في السودان إلى الدول المجاورة، مضيفا أن مزيدا من الأشخاص سيجبرون على الفرار بحثا عن الأمان والمساعدة الإنسانية إذا لم يتم حل الأزمة بشكل عاجل.
بدورها، حذرت منظمة الصحة العالمية من كارثة صحية في السودان جراء الاشتباكات المتواصلة منذ أكثر من أسبوعين ونقص العاملين والمستلزمات الطبية وانتشار الأوبئة.
ولفتت إلى أن هناك “نقصا حقيقيا” في القدرات الطبية، خاصة ما يتعلق بالعناصر الطبية المتخصصة في الجراحة والتخدير.
وأوضحت بأن ما يقرب من 61 بالمائة من المؤسسات الصحية العاملة في الخرطوم توقفت عن العمل، بسبب الهجمات العسكرية المباشرة على المؤسسات الطبية وطرد العاملين بها.
وفي ذات السياق، ألغى برنامج الأغذية العالمي تعليق أنشطته في السودان بعد أن اضطر لذلك بسبب مقتل ثلاثة من موظفيه هناك.
وكان البرنامج أعلن يوم 16 أفريل الفارط عن توقيف جميع أنشطته في السودان بشكل مؤقت في أعقاب مقتل 3 من موظفيه خلال الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وكتبت المديرة التنفيذية للبرنامج، سيندي ماكين، على تويتر: “يستأنف برنامج الأغذية العالمي برامجنا بسرعة لتقديم المساعدة المنقذة للحياة التي يحتاجها الكثيرون بشدة في الوقت الحالي”.
ويشهد المجال الجوي السوداني حالة من الإغلاق حتى 13 ماي المقبل، باستثناء رحلات المساعدات الإنسانية وإجلاء الرعايا الأجانب، حسب ما أعلنت عنه سلطة الطيران المدني في السودان، على خلفية النزاع.