دعا الدكتور العيد زغلامي أستاذ علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر 3، إلى تفعيل إستراتيجية في الشبكات الاجتماعية لا تنتظر رد الفعل، بل فاعلة وفعالة، تنتج المعلومة، تبثها توزعها وتنشرها عن طريق كلّ الوسائط لسدّ الفراغ المسجل في هذا المجال، لمحاربة المعلومات المغلوطة والتضليل الإعلامي الذي يستهدف الجزائر.
الجزائر ليست مستهدفة إعلاميا فحسب ـ يقول الأستاذ زغلامي ـ بل مستهدفة في كيانها، لأنّ المواقف السيادية التي اتخذتها حول القضايا الإقليمية والدولية، لا ترضي الجميع لا لشيء إلا أنّها تعبر عن استقلالية وعن موقف مبدئي لدعم القضايا العادلة في العالم، وهو ما يفسر الهجمات الإعلامية المتكررة عليها، خاصة وأنّ بلادنا تطمح لأن يكون لها دور إقليمي ودولي، لأنّها تمتلك من المؤهلات التي تجعلها قادرة على العب في ساحة الكبار.
هذه المبادئ الثابتة للجزائر والطموح إضافة إلى الاستقرار الذي تتمتع به وسط طوق ناري عبر حدودها، جعل أطرافا تتفنن في تقنية الحرب عليها باستعمال التكنولوجيات الحديثة من الجيل الرابع التي تعتمد على أفراد داخل البلد، والتي يتم دعمها من قبل أطراف خارجية من أجل خلق البلبلة في أوساط الشعب، بالإضافة إلى استخدام الشبكات الاجتماعية وعن طريق الأخبار المغلوطة والملفقة وغير الصحيحة، مبرزا في تصريح لـ« الشعب “، أنّ الهجمات الإعلامية على بلادنا تتكرر باستمرار، لعدم الرضا عن التوجه الجيو سياسي والاقتصادي الذي تنتهجه.
وذكر د. زغلامي في السياق، أنّ التضليل الإعلامي موجود بعدة وسائل وعدة طرق منها الشبكات الاجتماعية، أو عن طريق تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وكذلك عن طريق الوسائل التقليدية المتمثلة في الإذاعة والتلفزيون، من خلال بث السموم ونشر أخبار غير حقيقية..، غير أنه يمكن مواجهة ذلك ـ يقول المتحدث ـ عن طريق الهيئات التي تنتج الخبر والمعلومة، التي يتعين عليها أن تتفاعل حصريا وبطريقة مرنة مع كلّ وسائل الإعلام، وأن تكون حاضرة في الميدان بشكل مستمر ودائم.
ضرورة تفاعل وسائل الإعلام بسرعة لتفادي المغالطات
في زمن التكنولوجيات الرقمية- يرى زغلامي- أنه على كلّ هيئات الدولة ووسائل الإعلام وغيرها سواء كانت تابعة للقطاع العام أو الخاص المنتجة للمعلومة أن تكون متواجدة على كلّ الوسائط والشبكات، لغلق الباب أمام من يحاول نشر التضليل والعبث باستقلال وسيادة الجزائر، مشدّدا على أهمية السيادة الإعلامية، التي تتمثل في التحكم في كلّ النشاطات إعلاميا انطلاقا من إنتاج المعلومة، بثها، توزيعها ثم ردّ الفعل عليها، كما يعتبرها المتحدث التحرر من المضايقات المالية والتلاعبات، مشيرا إلى وجود أقلام مأجورة تعمل على الإساءة للبلد، ومقابل هذه الأقلام المأجورة، على وسائل الإعلام والأقلام النزيهة والموضوعية التي تعمل على خدمة البلد، أن تكون أكثر مهنية، “لأنّنا اليوم في أمسّ الحاجة إلى صحافة هادفة “.