تطرق أحفاد الشيخ المقراني وشقيقه بومزراق، في ندوة تاريخية بعنوان “رموز وأبطال من المقاومة الشعبية إلى الثورة التحريرية”، اليوم الخميس، بوزارة المجاهدين، إلى جهاد هاتين الشخصيتين الوطنيين.
ضحى الشيخ المقراني وشقيقه بومزراق بأملاكهما من أجل تحرير الجزائر من الإستعمار الفرنسي، الذي واجهاه بصمود وشجاعة، فكان جزائهما النفي إلى كاليدونيا الجديدة، للقضاء على عرقهم ونسلهم المتأصل والعريق، وهم من أنبل العائلات في الجزائر.
كشف حفيد الشيخ المقراني، ضابط جيش التحرير الوطني، محمد مقراني، أن عائلة المقراني، التي نفتها فرنسا إلى تونس، احتضنت الثورة الجزائرية، برجالها وشيوخها ولاجئيها، ومنحت ثلاث مزارع لخدمة الثورة، منها مرزعة في تالة تسمى فيرمة المقراني، وهي قاعدة خلفية أولى للثورة الجزائرية.
وأوضح حفيد المقراني ان هذه المزرعة المودوة قرب الحدود الجزائرية التونسية، كانت بها قاعدة تدريب عسكري ومركز إستقبال وراحة للمجاهدين، جمعت فيها الاسلحة، ثم بُني بالمزرعة أكبر مستشفى كان على رأسه محمد الصغير نقاش وتيجاني هدام وأربع سوريين زاولوا العمل به إلى الإستقلال.
وأضاف المجاهد، وعضو “المالغ” ايضا، ان المزرعة الثانية كانت في سوق الأربعاء، وكانت مقر اجتماعات المجاهدين.
وقدم امحمد ونوغي بومزراق، حفيد زعيم المقاومة الشيخ بومزراق، الذي نفي إلى كاليدنيا الجديدة، شهادته حول نضال جده منذ غزو الاحتلال الفرنسي للجزائر، ومعاناته وعائلته من ويلات هذا المحتل الغاصب، الذي صادر ممتلكات العائلة.
وأشار إلى أنه بعد نفي جده إلى كاليدنيا جمعت عائلته 1600 توقيع لإعادة بومزراق إلى الجزائر.
وعندما عاد إلى الجزائر عاش عند ابنه وهو مفتي بالشلف، وتوفي مسموما من طرف الحاكم الفرنسي في 1905.
وأكد حفيد بومزراق أن عائلة المقراني من أعرق العائلات في الجزائر، وهي متأصلة منذ اكثر من ثلاثة قرون، من سطيف إلى برج حمزة ومن منطقة القبائل إلى أولاد نايل، وتمتد أراضيها إلى أكثر من 100 الف هكتار.
للإشارة، جرت الندوة بمناسبة الذكرى الـ 152 لاستشهاد الشيخ محمد المقراني والذكرى الـ64 لاستشهاد سي امحمد بوقرة.