يشكو سكان عاصمة الغرب الجزائري، وهران، خاصة المجمعات السكنية الكبرى من استفحال جحافل البعوض، تزامنا والارتفاع المحسوس في درجات الحرارة.
تعرف أحياء بلدية وهران -كعينة- انتشارا واسعا للناموس على مدار أيام السنة، رغم أنه كان يصنف ضمن “حشرات الصيف”، فما سبب نشاطه في أربع فصول؟ هل الأمر طبيعي، أم راجع إلى التغير المناخي؟
في هذا الصدد، عبر العديد من سكان حي 1300 مسكن عدل بمسرغين، التابع لقطاع مندوبية بوعمامة بإقليم بلدية وهران، عن تذمرهم من انتشار أنواع من الحشرات الضارة، بسبب مياه راكدة بالأقبية، خصوصا مع ارتفاع الحرارة.
ولم يقتصر الأمر على الحشرات، بل إن مواطنين تحدثوا عن اكتساح جردان وفئران، وحتى زواحف، وهو ما جعل البعض يتخوف من أمراض وبيكتيريا وفيروسات.
وقد أوضح محدثونا ان المشكل مطروح أيضا في 2000 مسكن و1000 مسكن بالقطب العمراني أحمد زبانة بوهران، التابع لبلدية مسرغين، دائما.
واستنكر هؤلاء صمت الجهات المعنية بتسيير هذه التجمعات السكنية، في إشارة إلى مؤسسة التسيير العقاري لسكنات عدل “جيست إيمو”، التابعة لشركة” عدل”، والمسؤول الأول على الصيانة وإصلاح القنوات وإفراغ الأقبية من المياه.
600 قبو مغمور بالبلدية الأم
من جانبها، أكدت رئيسة مصلحة التطهير ببلدية وهران، رشيدة جمعي، أن “البلدية سخّرت كل الإمكانيات لمكافحة البعوض، وفق برنامج خاص بـ13 قطاع حضري، شرع في تنفيذه أواخر فصل الشتاء وبداية الربيع، بدءا بتخصيص ثلاث شحنات لرش المبيدات، وذلك بمعدل قطاع إلى قطاعين اثنين في ليلة واحدة، معلنة في الوقت نفس عن الاستعداد لتدعيم الحظيرة بشاحنة أخرى، بهدف تقليص المدة بين كل معالجة من 30 يوما إلى 15 يوما.”
وأوضحت السيدة جمعي أن “المكافحة الكيميائية باستعمال المبيدات من طرف مصلحة التطهير، يجب أن تتم بنفس المنطقة ليلا ونهارا، لتحقيق أفضل سيطرة على البعوض ومحاربة اليرقات في الأقبية في الفترة الصباحية”. وقد خصصت أربع شاحنات لرش المبيدات في المناطق المعروفة بتكاثر كثيف للبعوض.
وأرجعت المسؤولة انتشار البعوض على مدار السنة، وتحديدا في السنوات الأخيرة إلى تغيرات الطقس وتأثيره على سلوك الحشرات ومعدلات تكاثرها، مشيرة إلى أن درجة الحرارة الصغرى طيلة فصل الشتاء بوهران كانت 14 درجة مئوية؛ وهي درجة مناسبة لتكاثر البعوض والنشاط، وفق تعبيرها.
وأوضحت المتحدثة أن”المشكل الحقيقي وراء انتشار البعوض في أغلب بلديات وهران، هو الأقبية المغمورة بالمياه، والتي تعتبر بيئة مثالية لتكاثر اليرقات؛ حيث تضع أنثى الناموس البيض مباشرة في الماء، أو قربه، أو في تربة رطبة تغمرها المياه، وقد تصل 300 بيضة”.
وجددت المتحدثة تأكيدها على أن البعوض يحتاج الماء الراكد لوضع بيضه والتكاثر، لذلك أوضحت أن “الحل الوحيد يكمن في المحاربة الفيزيائية، ونقصد بها هنا تجفيف أقبية العمارات، وإتلاف الأماكن التي يتكاثر فيها، لاسيما أن بلدية وهران تحصي وحدها 600 قبو مغمور، خاصة بأحياء العقيد لطفي، الصديقية، المقراني، المقري، وحتى التجمعات السكانية الجديدة.”
وتطرقت إلى البناءات الفوضوية، التي تعتبر مصدرا للمطامير والمياه القذرة، على غرار بوعمامة ورأس العين وغيرها من المواقع المعروفة بانتشار أنواع الحشرات الضارة، ناهيك عن المناطق الكائنة بنطاق المناطق الرطبة، لاسيما السبخة وضاية مرسلي.
وطالبت رئيسة مصلحة التطهير ببلدية وهران الجهات المعنية بديوان الترقية والتسيير العقاري(اوبيجي) وشركة المياه والتطهير(سيور) ومؤسسة “عدل” بالتجند والتنسيق لتجفيف الأقبية من المياه الراكدة كوسيلة ناجعة للتخلص من حشرات الصيف، خاصة وأن رش المبيدات الكميائية خلال الفترة الليلية يقتل 30 بالمائة فقط أو أقل من هذه النسبة من البعوض.