نصر جديد تحقّق للرواية الجزائرية هذا الشّهر، مع إعلان فوز الروائي سعيد خطيبي بجائزة الشيخ زايد للكتاب، بعد نصر كبير تحقق لها بوصول رواية الدكتور صديق حاج أحمد إلى القائمة القصيرة لـ»البوكر»، وهي رواية مكتلمة – برؤية نقدية – شكلا ومضمونا، ويمكنها أن تفوز باللقب الفاخر في عالم القراءة..
وقد يكون واضحا أن ما يتحقق لـ»الرواية الجزائرية» من إنجازات في المسابقات الكبرى على اختلافها، إنّما يعود إلى الإحكام الذي يتعامل به الكاتب الجزائري مع مادته الأدبية، غير أنّ هذا المنجز لا يعكس قوّته وحصافته على أرض الواقع، وإنما يصطدم بما يوصف بأنه (انكماش المقروئية) أو (هيمنة الكتاب الرقمي)، وأشياء أخرى كثيرة، لا نجد لها ما يبررها حين نطالع أرقام مبيعات الكتاب الورقي خارج الوطن، ولا حين نقرأ أرقام الأعداد المهولة للروايات التي تصدر عبر أنحاء المعمورة..
ونعترف أننا لا نرى حاليا من مشكلة تواجه ازدهار المقروئية عندنا، سوى ما يتعلق بمسألتين اثنتين، أولهما ما تراكم في اللاشعور الجمعي من صور لـ»القارئ» (القرّاي باللغة الساخرة الجزائرية)، وهي صور في معظمها تكرّس الأمثال الجزائرية المبهرة، مثل (اللي اقرا، واش دار؟!)، (اللي اقرا، اقرا بكري)، على أساس أن التاريخ يتدهور بطبعه!!..
أما المسألة الثانية، وهي تؤيد ما تكرّس الأمثال وتدعمه، وتتولى كبره دور النشر الموقرة التي لا تهتم إلا بأرقام الأعمال، والحسابات الجارية، دون أن تعير انتباها للمادة التي تضعها بين أيدي القراء، فتنشر أي (خزعبلات) تحت مسمى (رواية)، وتحتفظ للنشر بجميع أنواع الأخطاء الإملائية والنحوية والصرفية، وتمهرها جميعها بسوء التركيب و(سوء الأدب)، كي تصدم القارئ وتقنعه بأن «الكتاب» ليس سوى مضيعة وقت.. هذا نجاح كبير أيضا.. تحقق للنخب المغشوشة..