عرفت الأسعار العالمية للأغذية، لأول مرة منذ سنة، ارتفاعا طفيفا في شهر أفريل الماضي، نتيجة الارتفاع الحاد في مؤشر أسعار السكر.
جاء التقرير الأخير لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، أن “متوسط مؤشر منظمة فاو لأسعار الأغذية بلغ 127.2 نقطة في أفريل الماضي. أي بارتفاع قدره 0.8 نقاط (0.6 بالمائة) عن مستواه في مارس”.
وكانت “الزيادة الطفيفة في المؤشر خلال شهر أفريل نتيجة الارتفاع الحاد في مؤشر أسعار السكر. إلى جانب ارتفاع مؤشر أسعار اللحوم. في حين واصلت مؤشرات أسعار الحبوب والألبان والزيوت النباتية تراجعها”، وفق ذات الوثيقة.
وفي ذات الإطار، أوضحت الفاو أن أسعار السكر ارتفعت بنسبة 17.6 بالمائة، عما كانت عليه في شهر مارس. لتسجل أعلى مستوى لها منذ شهر أكتوبر 2011.
وكان الارتفاع الكبير في الأسعار بشكل رئيسي نتيجة ازدياد المخاوف بشأن انحسار الكميات المتاحة عالميا في الموسم 2022-2023 في أعقاب المراجعة إلى الأسفل لتوقعات الإنتاج في كل من الهند والصين، إلى جانب إنتاج أقل مما كان متوقعا في تايلاند والاتحاد الأوروبي، يضيف التقرير.
وفيما ارتفعت أسعار اللحوم بنسبة 1.3 في المائة ، عن مستواها المسجل في مارس، عرفت عدة أغذية أخرى انخفاضا. حيث انخفضت أسعار الحبوب بـ 1.7 بالمائة عن مستواها المسجل في مارس.
وعوض تراجع الأسعار العالمية للحبوب الخشنة الرئيسية الزيادة في أسعار الأرز من شهر إلى آخر.
وتراجعت الأسعار الدولية للقمح بنسبة 2.3 في المائة خلال شهر أفريل الماضي، حيث وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ شهر جويلية 2021. وذلك بشكل رئيسي بسبب توفر كميات كبيرة مخصصة للتصدير من الاتحاد الروسي وأستراليا.
وانخفضت بدورها الأسعار العالمية للذرة بنسبة 3.2 في المائة في أفريل، وذلك بشكل رئيسي بسبب وجود عرض موسمي أعلى في أمريكا الجنوبية في ظل استمرار عمليات الحصاد والتوقعات الملائمة التي تشير إلى تسجيل إنتاج قياسي في البرازيل.
من جهتها، تراجعت أسعار الزيوت النباتية بـ 1.3 في المائة ، اقل من مستواها المسجل خلال شهر مارس، ما يمثل تراجعا للشهر الخامس على التوالي، فيما تراجعت أسعار الألبان بـ 1.7 في المائة.
وقال ماكسيمو توريرو، كبير الاقتصاديين في الفاو، إنه “مع تعافي الاقتصادات من تباطؤ كبير، سيزداد الطلب، ما سيؤدي إلى زيادة الضغط على أسعار المواد الغذائية”.
وفي تقرير منفصل عن العرض والطلب على الحبوب، توقعت الفاو أن يبلغ إنتاج القمح العالمي في عام 2023 نحو 785 مليون طن، أي أقل بقليل من مستويات 2022، ومع ذلك فهو يمثل ثاني أكبر إنتاج على الإطلاق.
كما رفعت الفاو تقديراتها للإنتاج العالمي من الحبوب لعام 2022 إلى 2785 مليون طن ، بانخفاض 1 بالمائة عن العام السابق.
وقدرت الفاو أن يبلغ الاستهلاك العالمي للحبوب في 2022-2023 نحو 2780 مليون طن، بانخفاض 0.7 بالمائة عن 2021-2022.
ومن المتوقع أن تنخفض مخزونات الحبوب العالمية بنهاية موسم 2022-2023 بنسبة 0.2 بالمائة من مستوياتها في بدايته إلى 855 مليون طن.