إشراقة يوم غد، الثامن ماي، ستكون مميّزة إن شاء الله، فهي مناسبة لإحياء «يوم الذاكرة» كما أقرّه الرئيس تبون، كي تسترجع الأجيال الجديدة مآثر أولئك الذين آمنوا بالجزائر، وأيقنوا بانتصارها، فخرجوا وواجهوا أعتى قوّة عسكرية كولونيالية، بصدور عارية..
«الذاكرة».. عنوان للماضي بكل ما يكتنز من آلام وآمال وطموحات، وهي الحافظ لأمانة أجيال جعلت الأعمار أوقافا لخدمة الوطن، وظلت على الوعد والعهد لم تبدّل تبديلا.. أجيال استبسلت في الدّفاع عن البلاد منذ أوّل يوم وطئت أقدام الغشم شاطئ سيدي فرج، وظلت تتوارث شعلة الكفاح، إلى أن تحقق النصر المجيد، وتُوّج التاريخ الانساني باستقلال الجزائر..
«الذاكرة» عنوان للمستقبل أيضا، فهي حصن القيم السامية، وهي الدافع إلى تحقيق الأفضل، وهي ضمان استمرار رسالة أولئك الذين افتدوا الجزائر بدمائهم الغوالي، وهكذا تكون الذاكرة رائدا وقائدا، وتكون منهاجا لكل الجهود المنيرة في المسعى المبارك لبناء جزائر جديدة قوية بأبنائها، مقتدرة بإمكاناتها، حصينة بأمجادها التاريخية العظيمة..
ليكن الثامن ماي، وليكن «يوم الذاكرة»، رمزا يتجدّد فينا، ويجدّد عزائمنا على العمل يدا واحدة من أجل أن تتبوّأ بلادنا مكانتها التي كانت حلما راود بوزيد سعال، ومئات الآلاف الذين التحقوا به على معراج الشهادة، دون ذنب اقترفوه، غير الإيمان بالجزائر.. ليكن الثامن ماي عنوانا بارزا في يومياتنا، يبعث فينا ذلك الشّغف الذي لا يعترف بالمستحيل، وذلك الصبر الذي يتحدّى الأهوال في سبيل الوطن..
عاشت الجزائر.. الله يرحم الشهداء الأبرار..