أصدرت وزارة الصحة بيانا توضيحيا بشأن انتشار السل وسط أفارقة بالجزائر، مساء اليوم الإثنين.
أكدت وزارة الصحة، أن الجزائر تعتمد برنامجا وطنيا للوقاية ومكافحة السل، منذ السنوات الأولى للاستقلال.
وأفادت الوزارة، أن البرنامج المعتمد يشمل الكشف عن الحالات المعدية (الفحص المجهري+) عن طريق الفحص المجهري المباشر للبلغم لدى المرضى المصابين بأعراض تنفسية.
منشورات فيسبوكية ومواقع إلكترونية..
تتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي ومواقع الكترونية اخبارية محلية وعربية “معلومات تتحدث عن انتشار السل وسط رعايا أفارقة مقيمين في الجزائر بطريقة غير شرعية”.
المنشورات المتداولة لم تقدم أي توضيحات في هذا الشأن، واكتفت بإعلان وتحذير من انتشار داء السل بين مهاجرين أفارقة بالجزائر استنادا لمراسلة محلية، وهو ما أثار حالة قلق وخوف لدى كثيرين بشأن احتمال انتشار المرض.
في هذا السياق، تنقل “الشعب أونلاين” معلومات وردت في مراسلة موجهة من مصالح ولاية الجزائر إلى 3 مسؤولين في الولاية، مع توضيحات طبية من مختص في الأمراض المعدية يُقدم تفاصيل وتوضيحات بشأن المرض وحقيقة انتشاره ومدى خطورته.
وثيقة تتحدث عن إصابات بالسل وسط أفارقة بالجزائر
تحدثت مصالح ولاية الجزائر، عن ” إنتشار مرض السل وسط رعايا أفارقة مقيمين في الجزائر بطريقة غير شرعية، وذلك وفقا لبرقية رقم 6340 المؤرخ في 2023/04/24 الصادرة عن وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية”.
وأشارت المراسلة، التي تحوز “الشعب أونلاين” نسخة منها، موجهة إلى الوالي المنتدب لمقاطعة براقي، ومدير الصحة والسكان لولاية الجزائر ومدير الحماية المدنية لولاية الجزئر، إلى “تسجيل تزايد في إنتشار مرض السل وسط الرعايا الأفارقة المقيمين فوق التراب الوطني بطريقة غير شرعية”.
وتحدث المصدر ذاته، عن “تسجيل حالات مشتبه في إصابتها بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالأربعاء، مع تسجيل رفض المصابين التحويل نحو المؤسسات الإستشفائية للخضوع الى العلاج”.
ونبهت الوثيقة إلى “تواجد رعايا أفارقة مقيمين بطريقة غير شرعية بمنطقة السابح” الواقعة بوادي الجمعة في الحدود الإقليمية لبلديات الأربعاء، أولاد سلامة وبلدية سيدي موسى اين يعيشون في بيوت بلاستيكية تتوسط نفايات منزلية وينتشرون صباحا للتسول والعمل لدى الخواص”.
اجراءات استباقية..
وتحركت مصالح ولاية الجزائر بشكل سريع باتخاذ اجراءات استباقية للحد من انتشار المرض وسط المهاجرين ومواطنين جزائريين.
ودعت مصالح ولاية الجزائر إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة، وطالبت الوالي المنتدب لبراقي بموافاة والي الجزائر بتقرير مستعجل وتقييم الوضع الصحي، إضافة إلى تعزيز جهاز اليقظة والإنذار المبكر بالتنسيق مع المؤسسات التابعة لقطاع الصحة واتخاذ التدابير الوقائية ومتابعة التكفل الطبي بالإصابات في المؤسسات الصحية.
وأمرت المراسلة الجهات المعنية بـ”تكثيف عمليات التلقيح، واستعداد مديرية الحماية المدنية للتدخل عند الاقتضاء لتحويل المصابين”.
توضيحات طبية ..
أوضح الطبيب المختص في الأمراض المعدية، ورئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى تمنراست، الدكتور إلياس أخاموك، أن “المراسلة الخاصة بالتنبيه من انتشار مرض السل بين مهاجرين أفارقة موجهة إلى منطقة معينة وليس جميع الولايات”.
وقال الدكتور أخاموك، في تصريح لـ “الشعب أونلاين”، إن المرض ليس خطيرا، ولكن يجب التكفل الصحي بالمهاجرين الأفارقة المصابين بهذا المرض”.
ونبّه أخموك إلى أن “المنطقة التي سجلت فيها هذه الحالات تعتبر بؤرة، وإمكانية انتقال العدوى قائمة في حال عدم التكفل بالمصابين صحيا”.
وأشار المتحدث إلى أن “البلدان المجاورة للجزائر مثل مالي والنيجر تسجل نسبة كبيرة من مرض السل، والجزائر أيضا ولكن بعدد أقل”.
وطمأن الدكتور أخاموك بشأن الوضع الصحي بقوله: “المرض معروف منذ القدم، وهو عبارة عن بكتيريا يمكن معالجتها ولا توجد خطورة بشأن هذه الحالات المسجلة”.
تشخيص وأعراض المرض..
لا تظهر أعراض مرض السل في اليوم الأول من الإصابة، وفقا لتوضيحات الدكتور أخاموك في تصريح لـ “لشعب ونلاين”. ويقول في هذا الشأن: ” في الغالب الأعراض لا تظهر في اليوم الأول أو الثاني، بل بعد مرور 15 يوما أو أكثر وهي أعراض مزمنة نوعا ما”.
ويمكن التمييز بين الإصابة بالسل والتهاب القصبة الهوائية أو التهاب الرئة، من خلال حمى ونقص في الوزن وسعال و”البصق” المستمر، وهي أعراض تظهر على المصاب بالسل.
ويُشخص المرض، يضيف الدكتور أخاموك، بـ”الأشعة والكشف الحقيقي يتم عن طريق المخبر، وذلك من خلال أخذ عينات من “البصاق”، وبعد عملية الكشف البيولوجي، تظهر بكتيريا مرض السل والعلاج يتم في 6 أشهر”.
وحسب الدكتور “السل مرض معدٍ، ولكن ليس بشكل كبير مثل البوحمرون والكوفيد. من المهم جدا تلقيح الأطفال حديثي الولادة ومعالجة المرضى المصابين للحد من انتقل العدوى”.
ويؤكد محدث “الشعب أونلاين” أنه من “المهم جدا في حال وجود حالات سل رئوي سواء عند الجزائريين أو المهاجرين الأفارقة ان يتم علاج هذه الحالات بصفة جيدة”.
أمراض خطيرة متنقلة في افريقيا..
من بين أكثر الأمراض التي يتخوف العاملين في قطاع الصحة من انتشارها في الجزائر، والتي تنتشر بشكل كبير في إفريقيا، يتحدث الدكتور أخاموك عن “الملاريا والأمراض الاستوائية مثل الايبولا والماربور”.
ويرى الدكتور أن “أي مرض خطير يمكن انتقاله بشكل سريع خاصة مع توفر وسائل النقل حاليا بين الدول الافريقية”.
وفي الأخير يدعو المختص في الأمراض المعدية والمتنقلة إلى الحيطة والحذر واتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة.