أكد مستشار رئيس الجمهورية مكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية، عبد المجيد شيخي، في ندوة بعنوان “الحفاظ على الذاكرة، إلتزام الحاضر نحو أجيال المستقبل”، اليوم الإثنين، بمناسبة إحياء اليوم الوطني للذاكرة وتخليدا للذكرى الـ 78 لمجازر ماي 1945، أن الذاكرة هي حامية الهوية الوطنية والتاريخ يتبناها.
أوضح عبد المجيد شيخي، أن الهدف من اليوم الوطني للذاكرة ، هو جعله محطة للتذكر والتذكير ببطولات الأجداد وتضحياتهم من أجل الحرية والإنعتاق من قيود المستعمر، وفرصة لتقريب شباب اليوم من تاريخ بلدهم الحافل بالإنجازات والبطولات وترسيخ روح المواطنة في نفوسهم وتعزيز الإنتماء للجزائر أسوة بأجدادهم وعرفانا لهم.
وقال شيخي :”هي أيضا وقفة عرفان وترحم على الأرواح الطاهرة لشهدائنا الأبرار، ممن ضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة، وما مجازر 8 ماي 1945، إلا نموذج حي من بين العديد من النماذج، التي جسدت هذه الحقيقة، فأصبحت الجزائر بذلك رمزا من رموز البطولة وقبلة للثوار بعد إسترجاع السيادة الوطنية “.
وقدّم مستشار رئيس الجمهورية مكلف بملف الذاكرة والأرشيف الوطني، مقارنة بين الذاكرة والتاريخ، وأوضح أن الذاكرة أوسع وتتجاوز حدود التحليل العلمي وتحتفظ بما لا يجده المؤرخ في المراجع، وهي دليل للمؤرخ لتفسير بعض الأحداث.
الحكاية الشعبية تحمل تفاصيل لا توجد في الوثائق
وأشار إلى أن الوثائق لا تفسر دائما الحادثة التاريخية، وأنه قد تكون حكايات شعبية أو اغنية شعبية تحمل تفاصيل لا نجدها في الوثائق.
وشدد شيخي على ضرورة مزج الذاكرة والوثائق لنقترب من الحقيقة، والعمل الجماعي في كتابة التاريخ، لأنه يساهم في التعمق أكثر وسرعة الإنجاز، وأشار إلى أن كتابة تاريخنا عبثت به الأيدي وشوهته، وقال :” كل الأحداث التاريخية وراءها قصة وهي تشكل مادة خام للمنتجين السينمائين ويصورها مثلما وقعت، والدليل فيلم دورية نحو الشرق، مهما شاهدته لا تمل منه، لأن مخرجه عاش الفترة وعرف كيف يصورها”.
ودعا المؤرخين إلى النظر بعين متبصرة، وأن يتجردوا من نزواتهم ومشاعرهم، عندما يتناولون قضايا الذاكرة، هذه الأخيرة مجالها واسع تتطلب مجهودات.
وقال شيخي :” كل من يحمل شيئ من الذاكرة عليه أن يدونها، كل الطاقات يجب أن تجند من أجل ذلك، الذاكرة الوطنية هي مسؤولية كل أطياف المجتمع الجزائري مهما كانت درجاتهم، وهي تحتاج إلى معالم “، وكشف عن عمل وتنسيق بين المركز الوطني للأرشيف الوطني ومختلف القطاعات في الثقافة والتاريخ للعمل على ملف الذاكرة.
وثائقيين عن مجازر 8 ماي 1945
وبالمناسبة، عُرض فيلمين وثائقيين قصيرين عن تفاصيل هذه الجريمة البشعة، التي كانت الدافع لتبني فكرة الكفاح المسلح وتفجير ثورة نوفمبر 1954 المجيدة.
وبُرمجت أيضا زيارة لمعرض الوثائق والصور بعنوان” أعلام، وأحداث من الذاكرة الوطنية “، والذي تضمن أهم المحطات التاريخية للجزائر، واستعراض رجالاتها ورموزها الذين كان لهم الدور الفعال في ترسيخ بطول بطولات الأجداد وكتابة تاريخ الجزائر بأحرف من ذهب.