أثار الاعتداء الصهيوني على قطاع غزة موجة استنكار وتنديد واسعة، وسط دعوات الى تحرك دولي فوري وفعال لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني في القطاع و في الاراضي الفلسطينية المحتلة كافة، وتمكينه من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
واستيقظ سكان قطاع غزة فجر اليوم الثلاثاء على وقع أصوات الغارات الجوية التي شنها الطيران الحربي الصهيوني على مناطق مختلفة من قطاع غزة، و التي أسفرت عن استشهاد 13 مواطنا فلسطينيا، من بينهم أربعة أطفال وأربعة نساء، وإصابة 20 على الأقل بجروح، بعضهم في حالة حرجة وخطيرة، وفقا لما أعلنت عنه وزارة الصحة الفلسطينية.
وحملت الرئاسة الفلسطينية الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد لخطير الذي يجر المنطقة إلى مربع العنف والتوتر وعدم الاستقرار، محذرة الإدارة الأمريكية من السماح لسلطات الاحتلال في التمادي بجرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وخاصة أنها تطال الأطفال والنساء والمقدسات، حسبما جاء في بيان للناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة.
بدوره، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية المجزرة المروعة في القطاع، إرهاب منظم وترجمة عملية لعقيدة القتل، والحرق، والإبادة الجماعية، التي طالما جاهر بها المسؤولون في الكيان الصهيوني.
وقال ان العدوان، امتداد للنكبة التي حلت بأبناء الشعب الفلسطيني عام 1948، وللعدوان المتواصل على المدن، والبلدات، والقرى، والمخيمات، في الضفة الغربية، والقدس المحتلة، مطالبا الأمم المتحدة، التي تستعد لإحياء الذكرى الـ75 للنكبة، لأول مرة في تاريخها، بإدانة العدوان على القطاع والمجازر المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتوحيد المعايير في التعامل مع الجرائم التي يرتكبها الاحتلال وعدم السماح له بالإفلات من العقاب.
بدوره طالب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة التي تستعد لإحياء ذكرى النكبة في 15 من الشهر الجاري، بالتدخل الفوري والتحقيق بهذه الانتهاكات والجرائم وتقديم قادة الاحتلال القتلة إلى محكمة جرائم الحرب.
من جهتها توعدت “الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة” في قطاع غزة، الكيان الصهيوني بـ”دفع ثمن جريمة اغتيال 3 من قادة حركة الجهاد الإسلامي” فجر اليوم الثلاثاء.
وقالت “فصائل المقاومة” في بيان مقتضب: “على الاحتلال وقادته الذين بادروا بالعدوان أن يستعدوا لدفع الثمن”،محملة الكيان الصهيوني “المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الجريمة”.
وكانت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، قد أعلنت في وقت سابق عن استشهاد 3 من قادتها وزوجاتهم وعدد من أبنائهم في هذا العدوان، الذي يأتي بعد نحو أسبوع من تصعيد عسكري اندلع بالقطاع عقب وفاة الأسير خضر عدنان
داخل سجون الاحتلال، وانتهى التصعيد فجر الأربعاء الماضي، بالتوصل إلى وقف إطلاق نار بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال، خرقته الأخير فجرا باغتيال القادة الثلاثة.
دعوات لتدخل دولي لوقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني
وفي إطار ردود الفعل الدولية المستنكرة للعدوان الصهيوني الجديد على قطاع عزة، أدانت الجزائر بشدة الغارات الجوية التي شنتها قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، داعية المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الأممي إلى “التدخل العاجل لوقف هذه الاعتداءات الاجرامية” وفرض احترام حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، حسب ما جاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج.
وقالت الخارجية في بيان لها: “تدين الجزائر بشدة” الغارات الجوية الغاشمة التي شنتها قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، مخلفة العديد من الشهداء والجرحى من بينهم أطفال ونساء، وتعرب عن “قلقها البالغ أمام العمليات الهمجية المتتالية والتصعيد الخطير لقوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في تعد صارخ على جميع القوانين والأعراف الدولية”.
وأضاف البيان أن “الجزائر وإذ تجدد تضامنها الكامل والدائم مع الشعب الفلسطيني، فإنها تدعو المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الأممي للتدخل العاجل لوقف هذه الاعتداءات الاجرامية المتكررة والممنهجة وفرض احترام حقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
كما أدانت الأمم المتحدة مقتل مدنيين من بينهم أطفال ونساء في الغارات الجوية الصهيونية على قطاع غزة، فجر اليوم، واصفة الهجمات بأنها “غير مقبولة”.
وفي هذا السياق، قال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينيسلاند، في بيان: “إنني قلق للغاية من التطورات في غزة بعد أن شن (الكيان الصهيوني) عملية عسكرية صباح اليوم استهدفت أعضاء في حركة الجهاد
الإسلامي الفلسطينية”، مضيفا “أسفرت الضربات الجوية داخل غزة عن مقتل 13 فلسطينيا، بينهم ثلاثة من أعضاء الجهاد الإسلامي، وطبيب و5 نساء و4 أطفال، وإصابة أكثر من 20 آخرين”.
وقال: “ما زلت منخرطا بشكل كامل مع جميع الأطراف في محاولة لتجنب صراع أوسع له عواقب وخيمة على الجميع”.
من جهته طالب البرلمان العربي المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته واتخاذ مواقف إيجابية وجادة للوقف الفوري لهذا العدوان والاعتداءات المتكررة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، الذي يطالب بحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة.
ودعت منظمة التعاون الإسلامي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومساءلة الاحتلال الصهيوني عن جميع جرائمه.
بدورها أعلنت مصر رفضها التصعيد الصهيوني عبر قصف قطاع غزة واقتحام مستوطنين للمسجد الأقصى، محذرة من “تقويض جهود التهدئة”، فيما شدد الأردن على ضرورة تحرك المجتمع الدولي “بشكل فوري وفاعل” لوقف هذا العدوان، إلى جانب توفير الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة كافة.
وفي سوريا، نددت وزارة الخارجية والمغتربين، بعدوان الكيان الصهيوني على قطاع غزة، مطالبة باتخاذ إجراءات حقيقية لوضع حد لمجازر الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ومحاسبة مسؤوليه، حسبما أفادت به وكالة الأنباء السورية (سانا).
كما أدانت إيران، الصمت والتقاعس الدولي حيال الهجمات الصهيونية على قطاع غزة، داعية الدول الإسلامية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وفاعلة ورادعة ومنسقة لوقف هذه الهجمات.