وهبت عائلة المفكر والفيلسوف والأكاديمي الراحل، البخاري حمانة مكتبته لفائدة مكتبة كلية العلوم الاجتماعية لجامعة وهران 1 “أحمد بن بلة”، حسبما استفيد اليوم الأربعاء لدى هذه المؤسسة للتعليم العالي.
وأهدت عائلة الأستاذ الجامعي، البخاري حمانة الذي يعتبر قامة في الفكر والفلسفة جل مكتبته والمتمثلة في 2.000 عنوان موزعة بين اللغتين العربية والفرنسية لتصبح تراثا وطنيا وجامعيا تستفيد منها الأجيال الصاعدة الجامعية وأساتذة البحث، حسبما أبرزه ل /وأج المشرف على هذه العملية، الأستاذ عبد القادر بوعرفة.
ولتثمين هذه المبادرة قامت كلية العلوم الاجتماعية باستحداث جناح خاص للبخاري حمانة تم تدشينه ضمن فعاليات الأسبوع العلمي للكلية المنظم من 6 إلى 11 ماي الجاري بمعهد الهندسة البحرية، كما أضاف الأستاذ بوعرفة الذي يعتبر أيضا مدير مخبر الأبعاد القيمية للتحولات الفكرية و السياسية بالجزائر التابع لذات الكلية .
ومن أبرز هذه الكتب المهداة يوجد كتاب “فلسفة الثورة الجزائرية” الذي يعد الوحيد على مستوى الوطن والذي تناول البعد الفلسفي للثورة التحريرية المظفرة وهو عبارة عن أطروحة دكتوراه، وفق ذات المصدر.
والى جانب هذا الكتاب يوجد مؤلفات أخرى على غرار “التعلم عند الغزالي” و”ابن خلدون” و”كتابات فلسفية” و”تأملات في الدنيا والدين” الذي طبعه مخبر الأبعاد القيمية والتحولات الفكرية والسياسية ” الذي كان الأكاديمي حمانة عضوا فيه فضلا عن ” كتابات حول فلسطين ” الذي يحتوي على صور جمعته بشخصيات سياسية على غرار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وتشمل هذه الهبة كتبا أخرى أغلبها مؤلفات فلسفية منها ما هو نادر وأغلبها أهديت له من طرف مؤلفين و نخبة من المفكرين اجتمع بهم على غرار، زكي نجيب محفوظ وإبراهيم مذكور وحسن الحنفي وطه حسين ومن أساتذة جامعة وهران وأخرىجلبها من المعارض الدولية للكتاب في الخارج.
للتذكير، يعد المفكر البخاري الذي أشرف على كثير من رسائل الماجستير والدكتوراه أحد المراجع في الدراسات الفلسفية في الجامعة الجزائرية وتلقى دراسته بجامعة الزيتونة بتونس ثم انتقل إلى مصر ليدرس بجامعة القاهرة وكانعصوافي الاتحاد العام للطلبة الجزائريين بالقاهرة وبعد الاستقلال اشتغل في حقل الإعلام حيث عين بمكتب وكالة الأنباء الجزائرية بالقاهرة وبعدها توجه إلى التدريس حيث التحق بجامعة وهران.
وكان للأستاذ حمانة الذي كان متمكنا في اللغتين العربية والفرنسية من بين المساهمين في تعريب معهد علم النفس ويعود له الفضل في تأسيس أول دائرة للفلسفة ثم حولها إلى معهد وكان عضوا نشطا في عدة جمعيات فلسفية عربية ودولية إلى جانب تأسيسه لأول جمعية جزائرية للفلسفة في 1998.