تستعد السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته لإطلاق الشبكة الجزائرية للشفافية خلال السنة الجارية كأقصى تقدير، بحسب ما كشفت عنه، اليوم الاربعاء، من تيبازة رئيسة هذه الهيئة مسراتي سليمة.
أوضحت مسراتي على هامش لقاء جهوي نظم بالتعاون مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، حضره المفتش العام للوزارة والسلطات المحلية لولاية تيبازة، أن لقاء اليوم يتوج سلسلة لقاءات جهوية قبل الإطلاق الرسمي لتأسيس الشبكة الجزائرية للشفافية “نراكم” خلال نهاية السداسي الأول من السنة الجارية أو آخر العام كأقصى تقدير.
ونظم هذا اللقاء الجهوي التحسيسي الذي شارك فيه ممثلون عن المجتمع المدني من 11 ولاية من وسط البلاد, بعد اللقاءات الجهوية السابقة المنعقدة مطلع السنة الجارية بكل من سعيدة و قالمة و غرداية والتي أشرفت عليها السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته تجسيدا لمهامها المتعلقة بتطوير شبكة تفاعلية تهدف إلى إشراك المجتمع المدني في توحيد وترقية نشاطاته في مجال الشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته, وفق السيدة مسراتي.
ويتمحور اللقاء الإعلامي التحسيسي حول كيفية تشكيل تحالف مع السلطة العليا من خلال شبكة “نراكم”، والتي سيتم إطلاقها خلال سنة 2023، كتجربة “رائدة تنفرد بها الج
زائر، على غرار التجارب الأخرى للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد”، كما أضافت.
ويكتسي إنشاء الشبكة الجزائرية للشفافية “نراكم” “أهمية قصوى” في دعم منظومة مكافحة الفساد بالجزائر, بحيث يهدف إلى “تشكيل جبهة داخلية قوية لمواجهة الظاهرة وفق آليات واضحة، ترتكز أساسا على التحسيس والتكوين و رفع القدرات والمعارف و تكوين المكونين و تبادل الخبرات و المعلومات، و توفير مجالا رقميا للتواصل من خلال تشجيع نشر البحوث الجامعية و المقالات الصحفية وتقارير الجمعيات، و تقديم الشهادات والتبليغ عن الفساد بصفة آمنة ومؤمنة عبر منصة رقمية”، وفقا للسيدة مسراتي.
وشددت بالمناسبة على أهمية انخراط المجتمع المدني في مكافحة الفساد والوقاية منه وتحقيق الشفافية وأخلقة الحياة العامة لتعزيز آليات ضمان تحقيق الديمقراطية الاجتماعية وبناء دولة قوية، مبرزة أن الفساد يهدد “الأمن الوطني” و”ينخر أركان المجتمع”.
ووصفت الفساد بـ”الظاهرة المتعددة الأوجه” و”جريمة عابرة للحدود, تعطل التنمية الوطنية، وتفشل البنى التحتية، وتقوض من حقوق الإنسان، وتهدد التماسك الاجتماعي، وتؤثر سلبا على منظومة القيم”.
وبعد أن أكدت “عزم” الدولة على استعمال كل الأدوات و الوسائل لمحاربته والقضاء على منابعه, أشارت أن محاربة الفساد “عملية شاملة تتطلب تضافر جهود الجميع”.