أخرج البرلمان الأوروبي شيئا يسمى (لائحة) ضمّنها حبّه الشديد (جدا جدا) لـ»الحرية»، والتزامه المفرط (جدّا جدّا أيضا) بالقيم الإنسانية، ثم هرول و(تبرمل) إلى إن أقحم نفسه في مناهج صياغة القوانين، وراح يناقش أحكام العدالة، ويفرض رأيه عليها بأسلوب الـ(فورًا)، على أساس أن البشر الذين ليسوا أوروبيين، هم مجموعة «أشياء» تحركها أوروبا كما تشاء!!..
وقد يكون واضحا أن البرلمان الأوروبي قلعة للقيم الإنسانية العليا، بل القيم المفرطة في العلوّ، فهو (بسلامتو) يتقوّت من مداخيل الرّشى، ويعيش بالموارد المسروقة من الصحراء الغربية، ويتاجر بدماء الأطفال الفلسطينيين، ويصمت على انتهاك حقوق الأطفال السوريين، ويقنّـن لسلب مقدّرات الأفارقة، ويدسّ أنفه في كل كبيرة وصغيرة، تحت عنوان «الحرية»، ما يعني أنّه يتحرك وفق ما تملي عليه عقدة النقص المزمنة التي «ابتلته» بها عدالة التاريخ، حين قضت بتجاوز كولونياليته البائدة، وعنصريته المقيتة..
ولقد عمل البرلمان الأوروبي بأصل، حين اختار أن لا يلتزم بأسباب (الحشمة)، فهذه مادة لا يحسّ بأهميتها، بل لا يستوعبها سوى الأسوياء من الناس، أما صاحب (الوجه الصحيح)، فهو يرتشي، ويسرق، وينهب، ويقتل، ويأتي بكل مصائب الدنيا، ولا يرى معها حرجا في التقعّر بأحاديث الحرية والعدالة والهلمّ جرّا..
بصراحة.. لم يعد للبرلمان الأوروبي، ولا لأوروبا، أيّ دور في العالم، فهي لا تضيف شيئا ذا بال إلى المشهد الدّولي، بعد أن صارت تبعا لمن يتكفلون بصناعة التاريخ، وتملّكها الفزع من أحرار العالم الذين يأخذون زمام مصائرهم بأيديهم؛ لهذا، لا يمكن لأوروبا (بقضّها وقضيضها) أن تمثّل حدثا.. بله عن برلمانها المرتشي.. فهذا هو اللاّحدث شخصيا..