أكدت كنفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين، ضرورة وضع خارطة طريق للتعامل مع الجفاف والتغيرات المناخية التي تؤثر على القطاع الفلاحي ومواجهة المخاطر التي يمكن أن تؤثر على المحاصيل الفلاحية، على غرار باقي دول العالم.
قال رئيس الكنفدرالية عبد الوهاب زياني، إن عامل الجفاف لا يمكن أن يؤثر بشكل كبير على المحاصيل في الجزائر هذه السنة، بل سنتمكن من تغطية السوق لثلاث سنوات أو أكثر، مشيرا إلى ضرورة التوجه نحو الطابع العلمي في الفلاحة من أجل تطوير الزراعات وتحقيق الأمن الغذائي.
وأشار في ذات الشأن إلى تصريحات رئيس الجهورية، السيد عبد المجيد تبون الأخيرة، حول ضرورة إخراج الفلاحة من الطابع الاجتماعي إلى الطابع العلمي، أي بإقامة دراسات عميقة تحدد طبيعة المناطق والزراعات المناسبة، مع إقحام الجامعة في المجال الفلاحي.
وأضاف يقول إن اعتماد النظرة العصرية في الزراعة إلى جانب الموارد والإمكانات الكبيرة التي تزخر بها بلادنا، يمكن تلبية الاحتياجات الغذائية للسكان، إلى جانب خلق فرص عمل للشباب، كما شدد على إشراك مراكز البحث والمختصين لإيجاد الطرق الصحيحة، مع تطوير الإنتاج الفلاحي دون نزوح الفلاحين من بعض الشعب الإنتاجية.
من جهته، تطرق رئيس فدرالية الزراعات الواسعة والزراعات الصناعية، الدكتور هارون، إلى الدراسات التي قامت بها الفدرالية مؤخرا بغرض إنشاء تعاونيات فلاحية في مادة الزيتيات، بالإضافة الى الجفاف والحلول المقترحة للتخفيف من الأزمة.
وأثنى هارون على جهود الدولة في مجال توفير المورد المائي الموجه للفلاحة، وكذا التدابير المتخذة لمعالجة إشكالية شح الماء على المساحات الفلاحية والتزود بالماء الشروب، إلا أن التغيرات المناخية الأخيرة عبر العالم والتي تسببت في تضرر المناطق الشمالية للوطن، تستدعي اللجوء الى إجراءات استعجالية.
وقدم الدكتور هارون حلولا ظرفية قصيرة متوسطة وطويلة الأمد لحل إشكالية نقص المياه، على رأسها تفعيل الصندوق الوطني للكوارث، كما اقترح اللجوء إلى الري التكميلي، حفر الآبار مع استعمال أنظمة السقي المقتصدة للمياه التي توفر نسبة معتبرة من المياه تسمح بالحصول على نتائج أحسن.
وأبرز هارون أهمية جدولة القرض الرفيق للفلاحين ومسحها نهائيا في بعض الولايات المتضررة لتمكين الفلاحين من الاستمرار خلال الموسم الفلاحي المقبل، مع تطبيق قرارات رئيس الجمهورية بخصوص المكننة، والتنسيق مع المعاهد والجامعات في مجال البذور وإنجاز المسطحات المائية وتمكين الفلاحين من رخص حفر الآبار.
بدوره، قال حسين عبد العزيز رئيس اتحادية الزراعات الكبرى، إن مشكل الجفاف مطروح عالميا، ويمس العديد من المناطق، لذا يجب التوجه إلى أخذ التدابير العاجلة لإنقاذ النشاط الفلاحي في بعض الولايات، مع الاستثمار الصحيح للمورد المائي والمحافظة على التربة والاعتناء بها أكثر ومساعدة الفلاحين المتضررين لتحقيق محاصيل أفضل
وأبدى أعضاء الفدرالية من فلاحين ومنتجين استعدادهم لمضاعفة الإنتاج، من خلال تضافر جهود القطاعين العام والخاص، مع اعتماد خطة ناجعة في التصدير، خاصة في ظل توفر أسواق عالمية تشجع المنتوج الوطني.