يكثف مترشحو امتحاني شهادة التعليم المتوسط والبكالوريا دورة جوان 2023، التحضيرات وسط ضغط نفسي كبير، خاصة مع اقتراب موعد الامتحانات.
يؤكد مختصون في الشأن التربوي والنفسي على أهمية فترة ما قبل موعد الامتحانات وتأثيرها على نتائج المترشح ، مثلما تقول الأخصائية النفسية الدكتورة عائشة شباكي بوضياف في حديث لـ ” الشعب أونلاين”.
ترى الدكتورة عائشة شباكي بوضياف، أن الجانب النفسي لدى المترشح للامتحانات الرسمية مهم جدا ويؤثر على نتائج التلميذ.
وتحدث الدكتورة عن “فقدان التلميذ الثقة في قدراته الذهنية بسبب ضغوط الأسرة والقلق الدائم، خوفا من عدم فهم السؤال ومعرفة الإجابة، إضافة إلى الإجهاد النفسي stress، الذي يشعر به الطالب كلما اقتربت الامتحانات”.
وتطرقت المتحدثة إلى “التوتر الذي يرافق المترشح ويجعله يهرب من واقع الامتحانات بالنوم، خاصة اذا لم يستعد جدا، وخوفا من الرسوب”.
وبشأن طريقة الحفظ التي يتبعها التلاميذ، من خلال الاستعانة بدورات التحفيظ في يوم أو يومين، أوضحت الأخصائية أن “التحضير للامتحانات لا يبدأ في الأسبوع الأخير، لأن الاستعداد لهذا اليوم يكون منذ الأيام الاولى من السنة الدراسية”.
وأشارت بوضياف إلى أن “حشو الرأس بالمعلومات بهذه الطريقة فيه خلط، فلا تستطيع الذاكرة تقبل ذلك، ما يؤدي إلى اختلاط الامور على التلميذ، وبالتالي ينتج عنه تعب في الدماغ، وتعب للتلميذ مما يعيق استرجاع المعلومات”.
ونبهت الأخصائية إلى وجوب “أن يكون للتلميذ فكرة عن المادة التي حفظها، فإذا راجع التلميذ من قبل، يستطيع القاء نظرة على المادة ليس لحفظها وإنما لاسترجاع معلوماتها. اما اذا اراد حفظها فهذه مغامرة لأنه لن يستطيع التفريق بين درس وآخر، خاصة الدروس المتشابهة منها”.
وبشأن تأثير السهر على التلميذ، قالت إن “السهر يرتبط بنوعية ذاكرة التلميذ، فإذا كانت من النوع الذي يستوعب ويخزن المعلومات ليلا، فهذا يساعده اما اذا كان العكس، فإن هذا يتعبه لأن ذاكرته صباحية يعني الحفظ أو المراجعة يجب أن يكون في الفترة الصباحية”.
برنامج مراجعة
ودعت الأخصائية النفسية إلى “تجنب تناول المنبهات، لأنها تؤدي مع الوقت الى الارهاق الدماغي والأرق، وهذا ما يؤثر سلبا على التلميذ في باقي ايام الامتحانات”.
وترى المختصة أن “الطريقة الأمثل للتحضير تكون بوضع برنامج مراجعة، من خلال برمجة المواد الصلبة مساء بمجموعات، أما المواد الاخرى، يعني المواد اللينة، فتراجع في الصباح الباكر”.
ونبّهت المتحدثة، إلى خطورة الضغط الأسري الذي يمارسه الأهل على التلميذ، إذ أن “ممارسات الوالدين على التلميذ تعزز لديه فقدان الثقة في قدراته التعليمية حتى ولو كان نجيبا. الولي لا يعي ان قدراته كراشد لا تساوي قدرات طفله، لذاك يطالبه بمعدل عال ويقارنه بالآخرين. هنا التلميذ مهما عمل يبقى هاجسه الخوف من الولي وبالتالي الخوف من الامتحان”.
ودعت بوضياف الأولياء إلى تمكين “أبنائهم يراجعون بأريحيه وعدم مطالبتهم بمعدلات وتخصصات، هم ليسوا أهلا لها وتعزيز الثقة بأنفسهم ورافقتهم بعقلانية”.
ودعت الأخصائية المترشحين،إلى “أخذ قدر كاف من النوم وتفادي شرب المنبهات الكميائية، وتجنب المقارنة بين التلاميذ فكل لديه قدراته الذهنية”، إضافة إلى “ممارسة الرياضة لإرخاء العضلات وعدم تصلب الاعصاب والحرص على التغذية الجيدة”.