يعتبر البروفيسور ابراهيم كيشو، أخصائي طب القلب والشرايين، ورئيس الجمعية الجزائرية لطب القلب، الوقاية عاملا أساسيا للحد من تطور الإصابة بأمراض ارتفاع الضغط الشرياني بالنظر الى أنه حاليا من أهم أسباب الوفاة بالسكتة القلبية ببلادنا.
يقول أخصائي أمراض القلب والشرايين في حديثه عن أمراض القلب وارتفاع الضغط الشرياني، اتضح جليا أن الانتشار المتزايد لهذا النوع من الأمراض الشريانية جعل الوضعية غير محمودة بالعودة إلى عواقبها الخطيرة على الصحة عامة، وهذا ما يستدعي ضرورة معاينة ومراجعة سلوكياتنا المعيشية التي أصبحت عشوائية، وهي تطبع حياتنا اليومية بالرغم من التطور المعيشي المسجل في السنوات الأخيرة، ولهذا السبب بالذات يجب التركيز على الوقاية من أجل التخفيض من هذه النسبة التي تتزايد من سنة إلى أخرى.
تغذية “الفاست فود” سبب مباشر
ذكر رئيس الجمعية الجزائرية لطب القلب أن في فترة سابقة كانت أمراض القلب والشرايين غير منتشرة أو ظاهرة بالنظر لطبيعة معيشتنا البسيطة، بما أننا كنا لم نتأثر بعد بالتغذية المصنعة وكنا بذلك في مرحلة انتقالية بينما في أمريكا مثلا كانت أمراض القلب والشرايين منتشرة فيها خاصة بسبب الأكل السريع ونحن اليوم وصلنا إلى الوضعية نفسها فتغذية “الفاست ـ فود” والأكل السريع منتشرة ونحن نأكل مثل أوروبا بالنظر لتقارب النمط الغذائي حاليا، وهذا ما أوصلنا مباشرة إلى مرحلة النتائج في وقت قصير.
مخطط ستامي حلّ فعّال
بالعودة إلى مخطط “ستامي” فإننا ـ بحسب ـ البوفيسور “أصبحنا نسعى إلى معالجة النتائج الناجمة عن ذلك فقد أصبح من الضروري الالتفات إلى مرحلة ما قبل العلاج، وهي تبقى حقيقة بعيدة عن المستوى الوقائي الفعّال، لأن هذا المخطط (ستامي) يعمل على توفير العلاج لسلامة أرواح الأشخاص في الوقت المناسب بعد أن أصبح عدد كبير منهم معرض في أي وقت للإصابة بالسكتة القلبية والهدف الرئيس تجنب ما لا يحمد عقباه، هذا من ناحية العلاج، إلا أنه يبقى تدخلا مهما على المستوى الوطني ونسعى لتمتينه وتقويته من خلال تجسيده في كل مناطق البلاد ولكن بالنظر إلى زاوية العمل الوقائي نحتاج المزيد من الخطط الميدانية على كل المستويات مما يتطلب تظافر جهود الجميع.
الوقاية خير من العلاج ..
اعتبر البوفيسور كيشو “أننا جد متأخرين على مستوى الوقاية التي تحتاج إلى وضع مجموعة خطط فعّالة تنقلنا من مرحلة البحث عن حلول مستعجلة إلى أخرى نتفادى فيها مستقبلا هذه الأمراض، وهي ترتكز أساسا على التعاون في هذا السياق مع كل الفاعلين لاسيما كل من وزارات: الصحة والتربية، الإعلام والثقافة من خلال وضع في متناول عامة الناس التوجيهات الصحية وغرس التربية الغذائية الصحيحة وفوائدها على صحة الأفراد، إضافة إلى ذلك التوعية بأهمية الرياضة والبحث عن كيفية تلقينها لأطفالنا منذ الصغر، وهذا انطلاقا من إدخالها في البرنامج الدراسي، لأننا متأخرين في هذا التوجه مقارنة بالدول المتقدمة ومن الجيد القيام بحملات إعلامية تخص التوعية والتحسيس تسهر على توعية المواطنين بخطورة التغذية غير الصحية والتدخين وعدم ممارسة الرياضة التي ينتج عنها مشكل السمنة الذي يأتي بأمراض أخرى.
الكشف المبكر حماية..
يضيف البوفيسور كيشو أنه بينما “نسعى إلى الانتقال إلى مرحلة وقائية على أوسع رقعة من الوطن لازلنا نسجل في كل مرة ارتفاع عدد الوفيات التي يجب أن توضع صوب أعيننا كخط أحمر، فمن خلال تنظيم الجمعية لحملات التوعية ـ المتنقلة في مناطق مختلفةـ أثار اهتمامنا تلهف المواطنين لإجراء الكشف المبكر الذي نؤكد من خلاله رغبة المواطن البسيط في الحفاظ على صحته ومنه صحة كل أفراد المجتمع دون أن ننسى أن التركيز يجعل هذا المحور أي الكشف المبكر ـ بالنظر لأهميته ـ معوّل عليه في الوقاية من السكتة القلبية بالرغم من ابتعادنا عنه لحد الساعة فالمواطن بحاجة لتنظيم حملات توعية صحية مكثفة ومتكررة حتى تترسخ في عقليته وذهنه وتنعكس على أفعاله ثقافة استهلاكية وغذائية صحية صحيحة تحميه من خطر أمراض القلب والشرايين.
خطر السكتة القلبية
ويحذر البوفيسور من جهة أخرى من خطورة أمراض القلب الشريانية التي تعد أحد أهم العوامل الكثيرة التي تؤدي للإصابة بالسكتة القلبية فالأشخاص المصابون بارتفاع الضغط الشرياني مثلا هم عرضة بدرجة كبيرة لهذا النوع من التعقيدات الصحية التي يمكن أن تفقدهم الحياة بالنظر إلى ما تخلفه من أضرار لدى المصاب، نذكر من بينها الشلل الكلي أو النصفي وغيره من الاضطرابات التي تعيق حياة الفرد الطبيعية.