ثمن د.أحمد حسن أبوهولي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وزير شؤون اللاجئين، ورئيس اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، موقف الجزائر الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني، داعيا الدول العربية التي طبعت علاقاتها معه لإعادة النظر في قرارها.
وقال أبوهولي لـ»الشعب»، «أحيي الجزائر التي رفضت التطبيع جملة وتفصيلا ولا تساوم على القضية الفلسطينية وتؤكد أن هذا الاحتلال لا مجال، بأي حال من الأحوال، أن يتم التطبيع معه».
وأوضح الوزير الفلسطيني، أن التجربة أثبتت بأن هذا «الاحتلال يستفيد من التطبيع لأهدافه»، ليدعو الدول العربية التي طبعت أن تعيد حساباتها، لأن الاحتلال أمعن وأثخن وزاد تدميرا للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني.
وأفاد الوزير، بأن الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية، تعمل وفق عنوان برنامج يرمي إلى تهويد القدس والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى والاستيلاء على الضفة الغربية «وبالتالي لا مجال للحديث مع هذا الكيان، الذي حسم أمره لإنهاء الصراع».
واستطرد قائلا، إن الشعب الفلسطيني ثابت وصامد على نضاله ومتمسك بحق العودة وإقامة دولته المستقلة، وأضاف أنه ينبغي على «الدول العربية التي طبعت أن تعيد النظر وتعود لمبادرة السلام العربية واضحة المعالم التي أقرتها جميع الدول في كافة المحافل العربية».
ودعا أبوهولي المجتمع الدولي – في السياق – إلى الامتثال للشرعية الدولية وتطبيق الشروط التي على أساسها قبلت عضوية الكيان الغاصب داخل الأمم المتحدة، «وهي تنفيذ اتفاقيات أو قرارات الشرعية الدولية والاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين».
وأوضح أن فلسطين خطت أول خطوة بأن حازت على «عضو مراقب»، قبل أن تنال اعتراف العالم بإحياء ذكرى النكبة، الأسبوع الماضي، بالأمم المتحدة، مؤكدا وجوب «اعترافه بفلسطين كدولة كاملة العضوية وإثبات مصداقيته».
على صعيد آخر، جدد أبوهولي شكره للرئيس تبون والحكومة الجزائرية التي أعدت وثيقة الوحدة والمصالحة بين الفصائل الفلسطينية، مفيدا بأنهم مازالوا في إطار تنفيذها، قبل أن يشدد على «أنهم باتوا اليوم أقرب لتحقيقها أكثر من أي وقت مضى؛ لأن الاحتلال الصهيوني وحكومته المتطرفة تقول لا يوجد مكان للقضية الفلسطينية». وأضاف، بأن الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام «هي أقصر الطرق لمواجهة الاحتلال ولم يعد هناك أفق لعملية السلام، وبالتالي تنفيذ محتوى وثيقة لم الشمل والجهود الجزائرية»، معتبرا أن الكيان المحتل لا يضع أفقا لعملية السلام، بل أكثر من ذلك «دمر عملية السلام ويرفض تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وليس أمامنا إلا تنفيذ ما أنجزته الجزائر في ورقة لمّ الشمل».
وشدد الوزير على التمسك بالكفاح والصمود إلى غاية تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني وعدم الاستسلام، مشيرا إلى أن صفقة ترامب، أرادت إغراء الفلسطينيين بكثير من المال مقابل التخلي عن الثوابت الفلسطينية، ولكنهم أعلنوا بأن القدس ليست للبيع وأن حق العودة ليس للبيع.
وخلص إلى التأكيد بأن ملتقى النكبة المقام بالجزائر، يمنحنا دفعة وطريقا للنصر المليء بالأشواك، مقدرا أن الاستفادة من التجربة الجزائرية على مدار عقود، «تؤكد لنا أننا في الاتجاه الصحيح، خاصة وأنها (الجزائر) معنا ولن نتخلى».