أعلن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مساء اليوم الثلاثاء بالعاصمة البرتغالية لشبونة، عن انعقاد القمة الثنائية الجزائرية- البرتغالية في السداسي الثاني من السنة الجارية، مؤكدا أنه اتفق مع نظيره البرتغالي على جعل 2023 “سنة محورية لبعث الاستحقاقات الثنائية الكبرى”.
وفي كلمة له خلال مأدبة العشاء التي أقامها على شرفه رئيس جمهورية البرتغال، السيد مارسيلو ريبيلو دي سوزا، بمناسبة زيارة الدولة التي يقوم بها إلى هذا البلد الصديق، قال الرئيس تبون أنه اتفق مع الرئيس دي سوزا على جعل 2023 “سنة محورية لبعث الاستحقاقات الثنائية الكبرى، لاسيما، القمة الثنائية المبرمجة في السداسي الثاني من سنة 2023 التي نحن بصدد التحضير لها، في إطار متابعة مخرجات مجموعة العمل المشتركة للتعاون الاقتصادي المنعقدة في الجزائر يومي 15 و 16 من شهر ماي”.
وفي هذا الإطار، أعرب رئيس الجمهورية عن قناعته “الأكيدة” بالآفاق “الواعدة التي يجب استغلالها لإرساء شراكة قوية”، مشيرا إلى أن هذه القناعة تم التركيز عليها خلال المحادثات “الثرية” التي جمعته مع الرئيس البرتغالي صبيحة اليوم الثلاثاء.
وبذات المناسبة، عبر الرئيس تبون عن سعادته بالتواجد في البرتغال الذي “تجمعه بالجزائر أواصر الصداقة العميقة والنضال المشترك، من أجل الحرية والديمقراطية”، معربا عن الاعتزاز بما يجمع البلدين من ” تقاليد الصداقة الراسخة التي أرستها أجيال متعاقبة من الرجال والنساء الأوفياء لمبادئهم ولشعوبهم”.
وحيا رئيس الجمهورية ذكرى مانويال تكسيرا غوماز الرئيس الأول لجمهورية البرتغال، مضيفا انه “الشاهد على التواصل بين شعبين يتقاسمان نفس القيم والمبادئ الإنسانية السامية، لأنه أحب الجزائر واختار أن يعيش فيها دفاعا عن حرية وكرامة وطنه، إلى أن دفن في ترابها الطاهر”.
وفي سياق ذي صلة، عبر الرئيس تبون عن اعتزازه بالشراكة بين البلدين والتي أكد العمل “بعزم على تعزيز مكتسباتها بمناسبة هذه الزيارة ، وخلال الاستحقاقات الثنائية المقبلة”.
وأشار إلى أن “الجزائر التي تؤهلها مقومات النمو الاقتصادي لتحمل رهان التنمية والتطور، تتطلع إلى توسيع نطاق التعاون الثنائي مع البرتغال بتفعيل الأطر القانونية والمضي نحو تجسيد شراكة متكاملة تكون في مستوى إرادتنا السياسية المتميزة، خاصة في مجال المؤسسات الناشئة والحوكمة الإلكترونية والطاقات المتجددة”، مضيفا أن هذه الميادين “يسجل فيها البرتغال موقعا متقدما”.
وأبدى رئيس الجمهورية الرغبة في “تعزيز الاستثمار البرتغالي في الجزائر ليكون في مستوى التوافق السياسي”، مشيرا إلى أن “المناخ الاقتصادي الإيجابي الجديد في الجزائر، منفتح على الاستثمار ويستجيب لمتطلبات الفاعلين الاقتصاديين، لما يتوفر عليه من استقرار قانوني وعوامل مشجعة على تكثيف المبادرات الاستثمارية من جانب المتعاملين البرتغاليين”.
وأكد الرئيس تبون سعي البلدين “بكل عزم، بمناسبة الدورة السادسة للاجتماع الثنائي الجزائري البرتغالي الرفيع المستوى المزمع عقده قريبا في الجزائر، على إقرار استمرارية التشاور السياسي والاستراتيجي وتقييم آليات التعاون الثنائي، بقصد الرقي بها إلى مستوى علاقات الصداقة والتعاون القوية بين البلدين”.
الجزائر لن تتوان عن حل النزاعات..
وخاطب رئيس الجمهورية نظيره البرتغالي والحضور، بالقول أن “الجزائر التي ناضلت ولا تزال من أجل القضايا العادلة في إطار الشرعية الدولية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، لن تتوان عن المساهمة إيجابيا في حل النزاعات بالطرق السلمية عن طريق تجربتها في الوساطة، خاصة في خضم التحديات الجديدة التي يفرضها الوضع العالمي المتأزم”.
وأضاف قائلا أن “الأمر يفرض علينا جهودا حثيثة، للمساهمة في استتباب الأمن والسلم في منطقتنا المتوسطية وفي العالم، انطلاقا من مبادئ القانون الدولي واحترام السيادة الوطنية”.
وفي ختام كلمته، أكد الرئيس تبون استعداده للعمل مع الرئيس دي سوزا للمساهمة في “حلحلة الأزمات وبعث سبل الحوار لإزالة بؤر التوتر من دوائرنا الأمنية المشتركة وفي العالم أجمع”، وأوضح أن “الحوار والتواصل بيننا يقوي الإرادة المشتركة التي تحدونا لإرساء ثقافة السلم والتعاون في منطقتنا التي كانت مهدا للحضارات ومازالت رمزا للتفاعل البناء بين ضفتي المتوسط”.