تداول فسابكة جزائريون صورة لفاكهة (المشمش) متراكمة في الصناديق، وقيل إنها تعاني (البوار) في السوق، بسبب عدم الإقبال عليها، بينما تداول آخرون كلاما عن نفس الفاكهة، وقيل إن أسعارها (نطحت) في بعض الأسواق سبعمائة دينار (وتتمنى الزيادة)..
وظاهر أن الحديث عن (البوار) وحدّة (الانتشار)، يبقى عندنا مجرد كلام، لا يختلف عن شهادة من التقى (المشمش) بسعر مائتي دينار؛ ذلك لأن (الفسبكة) ليست مصدرا موثوقا أوّلا، ثم إن الموسم ما يزال في بداياته، وإذا سارع بعضهم إلى جني الفاكهة (حامضة) من أجل تحقيق (دنانير معدودات) إضافية، فهذا لا دلالة له على مستوى الإنتاج، ولكنها حيل السوق وألاعيبها، وهذه – عادة – لا تحقّق فائدة لمن يتّخذ منها وسيلة للربح على حساب المغبونين في الأرض، فهي تلاعب بـ»الأقوات» لا يغني شيئا..
ونعتقد أن أشباه التّجار من المخادعين والغشاشين والمتلاعبين بالأسعار، يحرصون على أذيّة الناس في خاصة أقواتهم، لأنهم لا يدركون بأنهم يتعاملون مع جزائري عاش بـ»التالغودة» تحت نير استعمار غاشم، ومع ذلك صبر وصابر، وكافح ولم يبدّل تبديلا، وليس يعقل أن ينال منه أشباه التجار، حتى إن جعلوا (المشمش) بألف دينار، في مقابل الموز (القادم من أقصى الأرض) بسعر لا يكاد يبلغ الأربعمائة دينار!!
قد يفوت الأذكياء والشّطار ممّن يهيمنون على أسواقنا، بأن الرزق على الله، وقد يفوتهم أيضا أن كثيرين سبقوهم، وكانوا أذكى وأشطر منهم، ومع ذلك انتهى بهم ذكاؤهم الخارق إلى الحظوة ببركات قانون المضاربة غير الشّرعية، وهو الذي سيظلّ ساريا إلى أن يرسّخ في (رؤوس) المتلاعبين بأقوات الجزائريين ما ينفعهم من الأخلاق الفاضلة، ويكفّ أيديهم عن مقدّرات المواطنين وأرزاقهم..