تسابق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الزمن لاستكمال رقمنة التسيير البيداغوجي والإداري، في إطار تنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي شدد في أكثر من مناسبة على ضرورة رقمنة القطاع.
يتوجه قطاع التعليم العالي والبحث العلمي كليا نحو الرقمنة بالجامعات من خلال إنشاء المخطط التوجيهي للرقمنة في شقيه البيداغوجي والخدماتي، تطبيقا لبرنامج 42+4 أرضية رقمية، الذي يستهدف حوكمة تسيير القطاع والرفع من جودة التعليم وتطوير مقروئية الجامعة الجزائرية، ضمن مخطط عمل إلى غاية 2025.
35 منصة رقمية من مجموع 42 مجسّدة فعليا
أطلقت وزارة التعليم العالي 35 منصة رقمية، من مجموع 42 منصة مبرمجة تجسيدا للمخطط الرئيسي الرقمي للقطاع، منها المنصة الخاصة بالشباك الموحد الإلكتروني الذي سمح بتوفير خدمات لقرابة ربع مليون موظف تابع للقطاع، ومنصة التوثيق والتصديق على الشهادات المدرسية لكل المتخرجين من الجامعة، منذ الاستقلال، إلى جانب منصة الحافظة الإلكترونية التي تأتي لتدعيم منهج التصديق الإلكتروني الذي اعتمدته الوزارة لبلوغ هدف “صفر ورق”.
وأطلقت الوزارة منصة المنشورات العلمية الطبية، التي تعد أول منصة وطنية تعنى بنشر الأبحاث العلمية في الطب، فضلا عن منصة إدارة حاضنات الأعمال الجامعية (عددها 84 حاضنة)، ومنصة شهادة تبرئة الذمة.
وأطلقت الوصاية منصات رقمية جدية موضوعاتية لتحقيق فعالية أكثر في تسيير مختلف العمليات مند أن سجلت المنصة الرقمية “بروغرس” “بعض المشاكل التقنية” مع مرور الوقت، بالنظر إلى الضغط المسجل عليها، خاصة في فترة التسجيلات الجامعية.
وكانت “بروغرس” التي اعتمدت سنة 2016، خصصت في البداية لعمليات التسجيل الجامعي للطلبة الجدد، وتم توسيعها بعد ذلك للعمليات البيداغوجية والإدارية.
وشُكل فريق تقني متخصص، ساهر على إعداد المنصات رقمية الموضوعاتية وعدد من التطبيقات، منها تطبيق “ماي باص” الخاص بتسهيل عملية تنقل الطلبة بمختلف وسائل النقل التي يوفرها القطاع، لتخفيف الضغط المسجل، لاسيما في المدن الكبرى على غرار العاصمة، إضافة إلى منصات أخرى تتعلق بتسيير الاستفادة من الإقامة الجامعية وتدريس اللغة الإنجليزية عن بعد لفائدة الأساتذة.
12 رهانا و7 محاور استراتيجية
سطرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي 12 رهانا لتحقيقه في إطار المخطط التوجيهي لرقمنة القطاع الذي يشمل 7 محاور استراتيجية تدور مواضيعها حول الرقمنة لمرافقة تكوين الأساتذة والرقمنة في خدمة عروض التكوين والرقمنة لدعم نجاح الطلبة والرقمنة في خدمة نشاطات البحث.
ويستهدف مخطط تعزيز الرقمنة واستخدام الوسائل التكنولوجية المتاحة الوصول إلى الإصلاحات المنشودة في القطاع، وهي أولوية من أولويات الدولة، وسيتم العمل وفقا لذلك على الرقمنة من أجل مرافقة تكوين المستعملين وعصرنة المصادر، والوصول إلى عرض تكوين مرئي ومن أجل بيداغوجيا مبتكرة، والرقمنة في خدمة الطالب ونشاطات البحث، إضافة إلى الرقمنة كدعامة للهياكل القاعدية ولإدارة حديثة وصولا عند رقمنة العلاقات الوطنية والدولية.
نحو جعل الجامعة مؤسسة مجتمعية..
وبهدف تجسيد مبدأ الجامعة مؤسسة اجتماعية، أُطلقت أيضا منصات الدفتر التوجيهي التوافقي تكوين-وظيفة، تسيير المشاريع المبتكرة، تقييم الباحثين الدائمين، سينما الجامعة، الترشح لمنصب مدير، الخدمات الجامعية، متابعة الممتلكات، الطلبة الأجانب، شبكة التواصل وبرمجية السرقات العلمية.
وتهدف عملية رقمنة القطاع إلى تثمين مخرجات البحث العلمي وجعل الجامعة مؤسسة مجتمعية تسهر على تقديم الحلول المناسبة لتحقيق التنمية المحلية والوطنية، خاصة مع تسجيل 11450 مشروع مؤهل لأن يكون مؤسسة ناشئة، وإحصاء قرابة 15 بالمائة من مواضيع الدكتوراه المبرمج مناقشتها هذه السنة (2023)، تخص مجال الابتكار، وهو مسار سيجسد مسعى جعل الجامعة مؤسسة مجتمعية وقاطرة لتحقيق الإقلاع الاقتصادي المنشود.
تحديات تواجه رقمنة الجامعات
وتواجه مساعي رقمنة قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، تحديات عديدة، منها التدفق العالي في الانترنت والتكنولوجيا الرقمية، تطوير ثقافة الرقمنة، مرافقة الأساتذة لمساعدتهم على تطوير أدائهم البيداغوجي والتحكم في كل هذه التكنولوجيات الحديثة المطبقة في المجال التربوي.
ومن بين التحديات أيضا، ضرورة تطوير المنشآت القاعدية للتكفل بهذه التحولات.
وفي هذا الصدد، أنشأت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لجنة تسهر على مسايرة ومراقبة عملية تدفق في شبكة الانترنت من أجل تحسينه والسماح للمؤسسات الجامعية بالولوج إلى الانترنت بطريقة سلسة .