اغتنمت العديد من الأطراف في افريقيا واوروبا الاحتفالات بيوم إفريقيا العالمي، لإعادة التذكير بضرورة وضع حد للاستعمار في القارة السمراء والذي يبقى هدفه الوحيد الإمعان في القمع والتنكيل، داعية الى ضرورة تمكين الصحراء الغربية، باعتبارها آخر مستعمرة في إفريقيا، من الحق في استكمال فصول تصفية الاستعمار المغربي لينعم شعبها بالاستقلال والحرية.
أكد في هذا الشأن، الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي، في عريضة وجهها إلى المفوضية الافريقية والبرلمان الإفريقي، بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس منظمة الوحدة الافريقية (الاتحاد الافريقي حاليا)، على ضرورة دعم نضالات الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال.
ودعت العريضة، المؤسسات الإفريقية الى “احترام قيم ومبادئ الوحدة الإفريقية والقانون التأسيسي للاتحاد، من خلال توفير الدعم لشعب الصحراء الغربية لتحقيق التحرير الكامل من الاحتلال المغربي غير الشرعي”.
وضمت الرسالة جملة من القضايا التي اعتبرت أنها تهم الشباب الافريقي وتحتاج للانتباه من قبل المؤسسات القارية من أجل تحقيق الأهداف المرسومة من قبل الشعوب الافريقية للنهوض بالقارة.
ومن جنوب افريقيا، شددت وزيرة المرأة والشباب، نكوسزانا دلاميني زوما، على الدور التاريخي للشباب الإفريقي في عملية تصفية الاستعمار من القارة وتحمله لمسؤولية تمكين الشعوب الافريقية من الحرية، مذكرة بأن هذا الدور لم يستكمل بعد طالما أن هناك أجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية، البلد العضو في الاتحاد الإفريقي، لا تزال ترزح تحت احتلال دولة أخرى.
وقالت الوزيرة الجنوب افريقية، خلال إشرافها على جلسة نقاش عامة لوزراء الشباب والرياضة والثقافة الأفارقة بمناسبة الدورة الرابعة للجنة الفنية المتخصصة المعنية بالشباب والثقافة والرياضة، أن “الآباء المؤسسين للفكر الوحدوي الإفريقي وضعوا أجندة تحرير القارة على سلم أولوياتهم منذ اول اجتماع لهم سنة 1945، قبل استقلال غالبية الدول الافريقية”.
وأضافت أنه، “بالفعل وبفضل جهود ونضالات ذلك الجيل، استقلت الدول الافريقية، باستثناء الجمهورية الصحراوية التي ماتزال تحتاج لدعم كل الأفارقة لتصفية الاستعمار منها”.
قضية تصفية الاستعمار حاضرة بقوة في النمسا وألمانيا
وكانت قضية الصحراء الغربية حاضرة بقوة في أروقة جامعة كارينثيا النمساوية، التي نظمت محاضرة حولها بمناسبة الاحتفال بيوم افريقيا.
وتطرق ممثل جبهة البوليساريو بالنمسا، محمد سلامة بادي، إلى القضية الصحراوية من جوانبها المختلفة كآخر مستعمرة افريقية لا تزال في انتظار استكمال مسلسل تصفية الإستعمار، الذي تم عرقلته من قبل دولة الاحتلال المغربي، نتيجة تمردها على الشرعية الدولية.
وتعرض محمد سلامة بادي في محاضرته إلى السياق التاريخي للقضية الصحراوية، مركزا على محورين رئيسيين، “أولهما الجهود السياسية لإيجاد حل للقضية الصحراوية العادلة خاصة في هذا الظرف بعد استئناف الكفاح المسلح، والجهود القانونية الافريقية، والتي توجت بقرار المحكمة الافريقية لحقوق الإنسان والشعوب الصادر في أروشا بتنزانيا يوم 22 سبتمبر الماضي”.
وتوقف المحاضر عند الأسباب الخفية لانضمام المغرب إلى الاتحاد الافريقي وفشل مساعيه كلها في تحقيق أهدافه الهدامة، المتمثلة في ازاحة الجمهورية الصحراوية من الهيئة القارية، الى جانب ابراز دور الأخيرة في الدفاع عن القضية الصحراوية دوليا وفي علاقة الاتحاد مع شركائه، دولا ومنظمات.
ولم يفوت محمد سلامة بادي الفرصة للتطرق الى خمسينية جبهة البوليساريو والتنويه بتجربتها النضالية الفريدة، واهم الانجازات والمكاسب التي حققتها مع التعريج على تحديات وأهداف الجبهة التي أصبحت بمثابة الهوية الوطنية للشعب الصحراوي الذي احتضنها وآمن بأهدافها حد التماهي.
وبمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس جبهة البوليساريو واندلاع الكفاح المسلح، جدد بدوره حزب دي لينكا الألماني تضامنه مع الشعب الصحراوي وقضيته العادلة، مؤكدا على ضرورة تنظيم استفتاء لتقرير المصير للشعب الصحراوي.
وجاء في رسالة لرئيسي الحزب، جانين فيسلر ومارتين شيردافان، أن “جبهة البوليساريو احتفلت السبت الماضي بمرور خمسين عاما على اندلاع الكفاح التحرري للشعب الصحراوي في مواجهة القوى الاستعمارية المحتلة لأراضيه بصفة غير شرعية”، وأعربا عن “تحياتهما والتزامهما التضامني مع عموم الشعب الصحراوي ورائدته جبهة البوليساريو”.
وأضافت الرسالة أنه “على امتداد نصف قرن من الزمن، لم تتميز جبهة البوليساريو بالتزامها الراسخ في الدفاع عن الاعتراف بوجود الشعب الصحراوي وصون حقوقه فحسب، وإنما تميزت كذلك برسالتها النبيلة من أجل السلام والحوار”.
وندد الحزب ب”الموقف المخزي للحكومات الأوروبية”، والذي زاد تفاقما في السنوات الأخيرة، وهو ما يتطلب من الجميع “العمل سويا من أجل وضع حد للسياسات الاستعمارية التي يبقى هدفها الوحيد الإمعان في القمع والتنكيل”.
وهنا، جدد “دي لينكا” التأكيد على مواصلة تضامنه مع الشعب الصحراوي وعلى تمسكه بالمطالبة بتنظيم استفتاء تقرير المصير، وإنهاء الاحتلال ووضع حد لسياسات القمع وانتهاكات حقوق الإنسان.