سلط منتدى “الشعب” الضوء على مآسي حوادث المرور من زاوية فئة ذوي الهمم وما تعانيه في الطرقات، بمشاركة ممثلي مصالح الدرك والأمن الوطنيين، وزارة النقل، الحماية المدنية والمجتمع المدني، واختتم بإمضاء اتفاقية تعاون بين جمعية ممرني السياقة والمنظمة الوطنية لذوي الهمم..
في افتتاح المنتدى، تطرقت رئيس الجمعية الوطنية لممرني السياقة نبيلة فرحات، إلى ما يفرزه واقع هذه الفئة من مآسي حقيقية، وسط نقائص في مرافق النقل العمومي رغم أن هناك تشريعات واضحة تنص على حماية حقوق ذوي الهمم..
وأشارت فرحات إلى ممارسات وخروق تُعيق تنقل ذوي الاحتجاجات الخاصة مثلما يأملون ويتمنون: ” نأمل أن تعالج مركبات يسوقها معطبون، لا توجد أحيانا محطات حافلات خاصة بهذه الفئة، أو أماكن خاصة في الحافلات..”
وأضافت: ” الأرصفة مع الأسف غير مهيئة لتنقل هؤلاء، وأيضا توجد مسالك فيها مجاري مفتوحة تشكل خطرا على حياة ذوي الإعاقة البصرية..
من جهته، أكد ممثل قيادة الدرك الوطني، سمير بوشحيط، على أن الأمن المروري يولى لذووي الهمم أهمية بالغة، وتحدث عن “حوادث باتت تؤرق السلطات نظرا لما تخلفه من حوادث مادية بشرية ونفسية..”
وتشير حصيلة آخر 4 أشهر ( من جانفي إلى أفريل)، حسب بوشحيط، إلى ارتفاع حوادث المرور بـ30 بالمائة مقارنة مع السنة الماضية، مع تسجيل 2819 حادث، 880 شخص متوفي، و4251 جريح.
ومن بين أسباب وقوع حوادث مرور، يقول بوشحيط، التهور وعدم التحلي بالمسؤولية عن طريق السرعة والتجاوزات الخطيرة وعدم ترك الأولوية.
وبحديثه عن فئة الاحتياجات الخاصة، أبرز المتحدث المكانة الخاصة لهذه الشريحة في المجتمع “ضروري احترام هؤلاء سواء في الطريق أو الرصيف أو في مختلف وسائل النقل.”
في المقابل، أبدى المتحدث استعداد قيادة الدرك الوطني لإثراء النقاش وإعطاء حلول ميدانية، وأضاف قائلا: “وجب منا التفكير أكثر في تحسين ظروف تنقل هذه الفئة بتظافر جهود الجميع، بداية من المدرسة والأسرة”.
من جانبه، عاد ممثل المديرية العامة للحماية المدنية، الملازم نايت براهم، في تدخله، إلى عرض حصيلة السنة الماضية، حيث سجل 59766 حادث، 1867 حالة وفاة، وأكثر من 73 ألف جريح.
وتحدث رئيس منظمة ذوي المهم في الجزائر الجديدة، بوعزيز ناجي، عن معاناة هذه الفئة، وقال إن هناك شكاوى ترفع لجمعيته من قبل ذوي الهمم بشأن عراقيل تواجههم، ودعا الجهات الوصية الى أخذ انشغالات هؤلاء بعين الاعتبار والعمل على تسهيل تنقلاتهم.
وفي ختام المنتدى، وقّعت رئيسة الجمعية الوطنية للممرنين المحترفين للسياقة والمنظمة الوطنية لذوي الهمم في الجزائر الجديدة، في منتدى “الشعب”، اتفاقية عمل تهدف إلى مرافقة ذوي الهمم في ميادين كثيرة، إضافة إلى تبادل الخبرات والمهارات,
تهدف هذه الاتفاقية، التي وقعت على هامش منتدى نظمته “الشعب” حول “معاناة فئة ذوي الهمم في الطرقات”، إلى تنظيم دورات تكوينية لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة في إطار اتفاقيات مع هيئات مختصة.
إلى جانب تقديم مساعدات بسيكو-بيداغوجية لهذه الفئة والمترشحين الراغبين في نيل رخصة السياقة، والاهتمام باحتياجاتهم في السياقة والسلامة المرورية.
ومن أهداف الاتفاقية السهر على توعية المجتمع المدني في حوادث المرور، وتنظيم أيام دراسية وملتقيات حول السياقة السليمة لذوي العاهات، إضافة إلى تبادل الخبرات والمهارات والتواصل مع هذه الفئة.