تسببت المغرب في جريمة عنصرية جديدة في حق مجموعة مهاجرين أفارقة تضم أكثر من 40 شخصا, خلفت قتلى وجرحى أثناء محاولتهم العبور الى اسبانيا.
قالت السلطات في مدريد, أمس السبت, إنها فتحت تحقيقا في تقارير أشارت إلى سقوط ضحايا بين مجموعة مهاجرين أفارقة كانوا يحاولون الوصول إلى جزر الكناري انطلاقا من السواحل الافريقية, وذلك بعد أن نقلت منظمة انسانية قولهم بأن “جنودا من المغرب فتحوا النار عليهم, مما أدى لمقتل شخصين و اصابة عدد اخر بجروح”.
وقال مصدر بالشرطة الإسبانية: “بدأنا تحقيقا” في الحادث, مضيفا أن “أحد المهاجرين الثلاثة الذين يعالجون من إصابات في جزر الكناري, كان مصابا بطلقات نارية وجروح أخرى”.
وفي تغريدة على موقع “تويتر”, نشرت منظمة “ووكنغ بوردرز” المعنية بتوثيق حالات فقد المهاجرين في البحر, رواية من موقع الحادث أشار فيها ناجون -لم تذكر هوياتهم-, إلى مقتل مهاجرين اثنين.
وأوضحت هيلينا مالينو, رئيسة المنظمة المذكورة, أن “الناجين من الحادث الذين بقوا في المغرب أخبروها عبر الهاتف, أن جنودا في دورية لمكافحة الهجرة أطلقوا ما يصل إلى أربع طلقات نارية على القارب في أثناء انطلاقه, مما أدى إلى مقتل شاب من مالي بعد إصابته في عنقه”.
ونقلت مصادر اعلامية عن مالينو قولها -حسب شهادات المهاجرين- بأن “الجيش المغربي اعترض قاربهم عندما كانوا يستعدون للصعود اليه, و أطلق ما يصل إلى أربع رشقات عليهم داخل شاطئ بوجدور (بالصحراء الغربية المحتلة), تسببت في مقتل شاب واحد على الأقل من مالي, و آخر من غينيا, تم القاؤهما في البحر”.
من جهتهم, قال مسؤولون في جزر الكناري، إنه “بعد الحادث, تمكنت المجموعة من المغادرة وجرى انتشالها على بعد نحو 19 كيلومترا جنوبي غران كناريا مساء الخميس الماضي, في عملية إنقاذ شاركت فيها طائرات مروحية وزوارق إسبانية”, مشيرين الى أن المهاجرين أبلغوا رجال الإنقاذ بأنهم أبحروا من مدينة بوجدور المحتلة, على بعد 200 ميل بحري جنوبي جزر الكناري.
وأفاد تييما سانتانا, مستشار شؤون الهجرة في حكومة جزر الكناري, في تصريحات صحفية, بأن المهاجرين أبلغوا عمال الإنقاذ أن شخصين على الاقل قتلا برصاص أطلقته نقطة تفتيش لمكافحة الهجرة قبل مغادرة المغرب, فيما قال خوسيه أنطونيو رودريغيز فيرونا, رئيس فريق الطوارئ التابع للصليب الأحمر في جزر الكناري, أنه “أخبرنا المهاجرون أن هناك شخصين لقيا حتفهما أثناء العبور و أن جثتيهما ألقيتا في البحر”.
وتعيد هذه الحادثة الى الاذهان المجزرة التي ارتكبتها الشرطة المغربية في 24 يونيو الماضي, إثر استعمالها للقوة المفرطة ضد مهاجرين افارقة, لما حاول حوالي 2000 منهم اجتياز السياج الحدودي بين مدينة الناظور المغربية وجيب مليلية الإسباني, ما أدى الى مقتل 37 مهاجرا على الأقل.
وأثارت هذه المأساة موجة كبيرة من التنديدات على الصعيد الدولي, وسط دعوات إلى إجراء تحقيق مستقل.
وفي سبتمبر الماضي، قتلت شابة افريقية من جنوب الصحراء برصاص الدرك المغربي, بينما كانت تستعد للسفر على متن قارب إلى جزر الكناري, من شاطئ أخفنير, في طرفاية (المغرب).