بينما تتعالى الاصوات الدولية المناهضة للألغام المدمرة للحياة البشرية والبيئة، يتمادى الاحتلال المغربي في جرائمه مستخدما هذه القنابل الموقوتة ضد الشعب الصحراوي وأرضه التي طالها الكثير من التلوث وراح ضحيتها عدد كبير من الصحراويين.
وفي هذا الاطار، أبرز مسؤول العمليات في المكتب الصحراوي لتنسيق الاعمال المتعلقة بالألغام، البشير غيثي النح، في حوار لوكالة الأنباء الجزائرية، حجم الكارثة التي اقترفتها أيادي المحتل المغربي من خلال زرعها لملايين الألغام المضادة للأفراد بالأراضي الصحراوية المحررة منها والمحتلة، موضحا ان “المنطقة شهدت تلوثا بيئيا لم يسبق له مثيل مع كل ما يمثله ذلك من أضرار على السكان وعلى الثروة الحيوانية، الى جانب تسببه في منع حرية الحركة التي تكفلها القوانين الدولية والحد من بناء المشاريع والمستشفيات والمدارس واستغلال الاراضي للزراعة ولتنمية الثروة الحيوانية”.
و أشار الى ان الاحتلال المغربي واصل عمليات التلغيم بشكل “رهيب كما ونوعا”، بحيث أنه جعل من الجدار الرملي أطول حقل ألغام في العالم وأكثرها كثافة، كما أنه اضحى الحاجز الوحيد الذي لا يشمل على الالغام فقط بل أيضا على العسكرة والكلاب والسياج والاسلاك الشائكة.
ومع خرقه لاتفاق وقف اطلاق النار في 2020، قام المغرب بزرع ألغام جديدة في الاراضي الصحراوية – يقول غيثي النح – الذي اوضح ان هناك أدلة مادية وخرائط تثبت هذه المعلومات.
و اوضح ذات المتحدث انه و أمام حجم الكارثة وحجم التلوث وقلة الامكانيات وعدم وجود خبراء مختصين في المجال، فإنه لا توجد خيارات أمام الصحراويين الا القيام بحملات تحسيسية بمخاطر الألغام، مناشدا في هذا الاطار المجتمع الدولي وبالخصوص الدول الافريقية لمد يد العون والمساعدة لنزع هذه الاجسام المميتة التي اكد انها “لا تشكل خطرا على الصحراويين فحسب، بل تمنع التنمية والتواصل بين سكان المنطقة”.
ويقول البشير غيثي النح أنه لابد من ان يدفع مشكل الالغام المضادة للأفراد، لإطلاق حملة دولية لتنظيف الاراضي الصحراوية منها، مستطردا ان “هذا لن يعرف النور الا بوقف التعنت المغربي وحمله على الانصياع للقوانين الدولية الانسانية وعبر التعاون مع جبهة البوليساريو والامم المتحدة والمجتمع الدولي والاتحاد الافريقي للقيام بحملات التوعية والتحسيس ونزع الالغام”.
وبعد ان أدان اصرار المغرب على عدم الامتثال والتوقيع على الاتفاقيات التي تحظر القنابل العنقودية والالغام المضادة للأفراد، طالب المتحدث، المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال من اجل السماح للمنظمات الدولية بنزع الالغام والقيام بحملات تحسيس بخطورتها ومساعدة الضحايا والتكفل بهم طبقا لما تمليه الاتفاقيات والقوانين الدولية.
وعن حجم الخسائر البشرية التي تسببت فيها الألغام، اوضح المسؤول الصحراوي أن الاحتلال المغربي يمنع اي معلومة بهذا الشأن، في محاولة منه للتستر على الضحايا لأنه “في الحقيقة لا يملك ادلة مقنعة لتبرير هذه الحالات، فهو يحتل أرضا ويصر على احتلالها مستخدما الألغام والجدران والاسلاك الشائكة”.
وعلى الرغم من حجم العدوان وشراسته – يضيف – فإن جبهة البوليساريو تبقى أول حركة تحرر في العالم والتاريخ تقوم بمنع استعمال الألغام المضادة للأفراد وهي في حالة حرب.
كما اشار الى قيام جبهة البوليساريو بتفجير 20 ألف و 493 لغم مضاد للأفراد، مبرزا تعاونها بشكل كبير وبطريقة شفافة مع كل المنظمات التي تطمح للعمل في مجال الالغام.
وناشد المسؤول الصحراوي، الدول الافريقية مؤازرة شعب بلاده ودعمه في التخلص من هذه القنابل القاتلة. وهنا أشاد ب”ريادة الجزائر في مجال نزع الألغام” وقال انها “من الدول القليلة في العالم التي اخذت على عاتقها نزع الالغام بإمكانياتها الخاصة وهي تقوم بدور ريادي وطلائعي بالاتحاد الافريقي من اجل تحسيس الدول بهذه الآفة ومن اجل العمل سويا لمواجهة ومكافحة الألغام المضادة للأفراد والقنابل العنقودية في كافة ربوع القارة الافريقية”.