أبرز العقيد مسعودي، الأمين العام للجنة الوزارية المشتركة المكلفة بمتابعة تنفيذ اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد، مساهمة الجزائر الرامية لتحقيق الأهداف الإنسانية لاتفاقية اوتاوا كونها عضو في لجنة تعزيز التعاون للفترة 2023-2024، وجهود الدولة الجزائرية في تطهير أراضيها التي لوثت بأكثر من 11 مليون لغم بمعدل أكثر من لغم لكل مواطن جزائري.
قال العقيد مسعودي، في الملتقى الدولي حول مكافحة الألغام المضادة للأفراد، اليوم الثلاثاء، بمركز المؤتمرات عبد اللطيف رحالإ، إن الجزائر لم تدخر أي جهد في تسخير مواردها المالية لتطهير الأراضي الملوثة وتقديم المساعدة لضحايا الألغام من كل الجوانب، بالوسائل البسيطة آنذاك وبسواعد أبناءها وخبرة المجاهدين، لتنشئ بعدها الوحدات الأولى للهندسة العسكرية التي واصلت المهمة ونفذتها بإقتدار، وهذا وفاء بإلتزاماتها في تنفيذ اتفاقية حظر الألغام والمساهمة في الجهود الجماعية لتحقيق عالم خال من الألغام.
وأشار الأمين العام للجنة الوزارية المشتركة المكلفة بمتابعة تنفيذ اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد، إلى مساهمة الجزائر في أنشطة اتفاقية أوتاوا، حيث تولت رئاسة الإجتماع ال13 للدول الأطراف في 2013 ورئاسة لجنة مساعدة الضحايا في 2022.
وقال:”يعتبر هذا الملتقى مساهمة إضافية لجهود الجزائر الرامية لتحقيق الأهداف الإنسانية لاتفاقية اوتاوا، المسائل المتعلقة بمكافحة الألغام لا يمكن أن تنتظر”.
وبحسب ممثل وزارة الدفاع فإنه، من شأن المقاربة الإقليمية توفير فرصة إضافية لحشد الجهود في هذا المجال وتسليط الضوء على الأبعاد الإنسانية من اجل القضاء على هذه الآفة، التي لازالت تشكل تحديات أمنية و إنسانية و اقتصادية في الكثير من مناطق العالم، ومن بينها القارة الإفريقية، جراء مخلفات الحروب والنزاعات المسلحة.
وأبرز أن هذا الملتقى الدولي، يشكل فرصة لتبادل الخبرات بين البلدان المشاركة بشأن الأعمال المتعلقة بمكافحة الألغام على المستوى الإقليمي، لتحقيق قارة خالية من الألغام، ما يسهم في النهاية الى إرساء عالم خال من هذه القنابل المميتة.
وأكد العقيد، أن الاتحاد الإفريقي يشكل إطارا هاما للمساهمة في تحقيق هذه الغاية النبيلة من خلال تنسيق الجهود، وتبادل الخبرات وبناء قدرات المؤسسات الوطنية في مجال مكافحة الألغام.
وقال:” الملتقى يندرج أيضا في صميم تنفيذ توصيات خطة أوسلو 2019-2024 وتسليط الضوء على الحاجة الى زيادة التعبئة على المستوى الإقليمي والدولي لتحقيق أهداف الاتفاقية”.
وأبرز أن الجزائر، لها تجربة رائدة في مكافحة الألغام مثلما أكدت عليه الأمم المتحدة، وقال أن دور الجيش الوطني الشعبي أصبح رياديا ويقتدى به، وجدد تأكيده على أن الجزائر طهرت نهائيا أراضيها من جميع الألغام، وهذا ما صرح به التقرير السنوي لاتفاقية اوتاوا، أضاف مسعودي.
ثمن رئيس الجمعية الوطنية لضحايا الألغام، محمد جوادي، جهود الجزائر وعلى رأسها الجيش الوطني الشعبي في مكافحة ونزع الألغام المضادة للأفراد، و إبعاد خطرها الذي يتهدد الإنسان ومساعدته لضحايا هذه القنابل، ولم يفوت الفرصة بالإشادة بالمجهودات الجبارة للمرحوم العقيد حسان غرابي، الذي عمل بإخلاص على هذا الموضوع.
وأكد جوادي، على التزام الجزائر بجميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية في هذا المجال، وهو ما جعلها رائدة في هذه المهمة الإنسانية بشهادة دولية، وقال:” جمعيتنا تعمل جاهدة على متابعة الدولة الفرنسية فيما يتعلق بتعويض ضحايا الألغام والاعتراف بجرائمها في هذا الاطار خلال الحقبة الاستعمارية”.
وأضاف أن بلادنا مستمرة في مد يدها وتقديم المساعدة للدول ومنها الإفريقية و استعدادها مشاركتها خبرتها في مكافحة الألغام.
وتجدر الإشارة، عرض شريط وثائقي يبرز حجم العمل الذي قام به الجيش الوطني الشعبي لتخليص ارض الجزائر وحدودها الشرقية والغربية من الألغام المضادة للأفراد، ومساعدته للمتضررين، وقدم ضحايا الألغام شهاداتهم.