أعدّت وزارة الشّؤون الدّينية والأوقاف جميع أسباب راحة حجاجنا الميامين، ولقد زوّدت أعضاء البعثة المؤطرة للحجّ بكلّ ما يمكنّهم من توفير خدمات راقية، وما يسمح لهم بأن يقوموا على واجباتهم بأمانة وإخلاص..
ولا نشكّ مطلقا بأن الوزارة وضعت منهجية عمل محكمة، تضمن للحجاج أداء مناسكهم في طمأنينة وأمان، ومع ذلك، نوصي بأن لا نتوقف عند عبارة «الحجّ مشقّة» من أجل تبرير أي نقص ممكن، فـ»مشاقّ» الحج – في الحقيقة – كانت (هرقلية)، لأن الواحد من الحجاج كان يخرج من داره ماشيا، لا يملك غير (زوّادة طعامه) يلقي بها على كتفه، وقد يسير عاما كاملا أو يزيد، ثم يجد أن الأشهر المعلومات قد فاتته، فيضطر للانتظار عاما آخر كي يحجّ.. وهذه مشقّة لا يمكن مقارنتها بما يتوفر اليوم من طائرات مريحة، وفنادق مرموقة، وطواف وسعي في أجواء مكيّفة، فلم يبق من المشقة سوى الصبر على أيام الإحرام، والحرص على تجنب الرفث والجدال..
إن ثقتنا في وزارة الشؤون الدينية تتجدّد ولا تبدّد، فنحن نعرف صدق القائمين عليها، وسموّ أخلاقهم، وحرصهم على كل ما هو جزائري، لكننا وجدنا واجبنا يقتضي التنبيه إلى ممارسات سابقة، نتوسم أنها حظيت بالإجراءات المناسبة التي تكفل التّخلص منها، خدمة لحجاجنا الميامين..
وليس من المجاملة في شيء إذا قلنا صراحة إن رجال الحماية المدنية الذين يرافقون البعثة، برهنوا على الدّوام، حتى في زمن العسرة، عن وقوفهم وقفة رجل واحد على أداء الواجبات، حتى إن معالم البهجة ترتسم على ملامح الواحد من الحجّاج حين يرى علامة الحماية الجزائرية على ستراتهم..