دعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى اتخاذ إجراءات “عاجلة ومنسقة”، بخصوص التغيرات السريعة للغلاف الجليدي واعتبارها إحدى الأولويات المهمة، نظرا للآثار المتزايدة لتناقص الجليد على ارتفاع مستوى سطح البحر، والمخاطر المتعلقة بالمياه، والأمن المائي والاقتصادات والنظم الإيكولوجية.
اعتبر الأمين العام للمنظمة، بيتيري تالاس، أن “قضية الغلاف الجليدي تشكل موضوعا ساخنا ليس بالنسبة للمنطقتين القطبيتين فقط، بل هي قضية عالمية”، مشددا على أهمية التنسيق في مجال الرصد والتنبؤات، وتبادل البيانات والبحوث والخدمات في هذا الشأن.
وحددت المنظمة الأولويات رفيعة المستوى والإجراءات المقترحة المرتبطة بالغايات طويلة الأمد، منها الطابع الملح للمخاطر الناشئة على الصعيدين العالمي والإقليمي الناجمة عن الغلاف الجليدي المتغير في ظل مناخ متغير، وتحسين الآليات التقنية القائمة على التعاون والتنسيق الأمثل لدعم الأعضاء قدما في تقديم الخدمات لسد الثغرات ذات الصلة في المنطقتين القطبيتين والمناطق الجبلية العالية على جميع المستويات، وتحسين التنبؤات المتعلقة بنظام الأرض من خلال سد الثغرات في عمليات الرصد في المنطقتين القطبيتين والمناطق الجبلية العالية.
يشار إلى أن ارتفاع مستوى سطح البحر والجليد والأنهار الجليدية، يعد من بين المؤشرات المناخية التي ترصدها المنظمة والهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
وفي عام 2022، أصدرت المنظمة تقريرا عن حالة المناخ العالمي وسلطت الضوء على هذا التغير السريع، حيث شهدت الأنهار الجليدية تغيرا متوسطا في السماكة يزيد على 1.3 متر، وذلك في الفترة بين أكتوبر 2021 وأكتوبر 2022، وهذا الفقدان أكبر بكثير من متوسط العقد الماضي، كما تبلغ خسارة السماكة التراكمية منذ عام 1970 حوالي 30 مترا.
وحطمت جبال الألب الأوروبية الأرقام القياسية لذوبان الأنهار الجليدية بسبب مزيج من الثلوج الشتوية الصغيرة، ودخول الغبار الصحراوي في مارس 2022، وموجات الحر في الفترة بين ماي وأوائل سبتمبر، وفقد في سويسرا ما يقرب من 6 بالمائة من حجم الكتل الجليدية في الفترة بين عامي 2021 و2022، وفقد ثلثها في الفترة بين عامي 2001 و2022.
وانتهى مصير الصفيحة الجليدية في غرينلاند بتوازن كتلة إجمالي سلبي للعام السادس والعشرين على التوالي.
وانخفض الجليد البحري في المنطقة القطبية الجنوبية إلى 1.92 مليون كيلومتر مربع في 25 فيفري 2022، وهو أدنى مستوى مسجل وأقل من متوسط المدى الطويل الأجل بنحو مليون كيلومتر مربع (2020-1991)، ووصل ذوبان الجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية في سبتمبر إلى الترتيب الـ11 بين أدنى مدى شهري للجليد.