افتتحت تأبينية الراحل الصحفي والمدير الأسبق لـ“الشعب”، فنيدس بن بلة، بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وقراءة فاتحة الكتاب من طرف الحضور على روح الفقيد، وشارك في التأبينية وزير الاتصال السيد محمد بوسليماني، والزملاء القدامى للفقيد والصحفيون والعاملون بالمؤسسة وأصدقاء من الأسرة الإعلامية الوطنية.
وتم في هذه التأبينية، التي نظمتها مؤسسة “الشعب”، تخليدا لروح الفقيد واعترافا بمجهوده وتضحياته، عرض فيديو مصور تضمن صورا خالدة للفقيد، وتقديم مسيرته الحافلة التي بدأت من جريدة “أضواء” التي كانت تابعة لجريدة الشعب، وصولا الى منصب المدير العام لمؤسسة “الشعب” العريقة، بعد مسيرة طويلة تميزت بإتقان العمل والتفاني فيه بشهادة الجميع. وكانت آخر صورة له، حضوره ستينية جريدة “الشعب”، المنظمة يوم 11 ديسمبر الماضي، حيث تمّ تكريمه رحمة الله عليه، آنذاك، رفقة ثلة من زملائه وأصدقائه السابقين.
وقدّم الأمين العام للشريك الاجتماعي للمؤسسة، نورالدين لعراجي، شهادات حيّة ومؤثرة عن الراحل، خلال مسيرته المهنية والدراسية وعلاقاته الأخوية والمميزة بالزملاء والأصدقاء خلال يوميات “أم الجرائد” عندما تدرّج فيها، مبرزا أخلاقه العالية ومهنيته وصبره وتفانيه في العمل، إلى غاية دخوله صراعا مع المرض، الذي ظل مقاوما له دون أن يشتكي لأحد، إلى أن وافته المنيّة، وما خلفه من أثر وتأثير وسط كل من عرفه وعايشه.
وقد بدأ الفقيد الذي هو خريج معهد العلوم السياسية والعلاقات الدولية، مشواره الصحفي في منتصف الثمانينيات بأسبوعية أضواء، قبل أن يلتحق بالقسم الدولي لجريدة الشعب التي ظل وفيا لها، حيث تدرج فيها مساره المهني من رئيس قسم الى رئيس تحرير ثم مدير تحرير. وفي أكتوبر من سنة 2019، تم تعيينه مديرا عاما للجريدة، وهو المنصب الذي بقي فيه الى غاية يوليو من سنة 2020 قبل أن يحال على التقاعد.
وتم خلال هذه التأبينية تكريم عائلة الفقيد رمزيا، من خلال ابنته وبحضور زوجها، عرفانا للفقيد وإشهادا له على كل تضحياته ووفائه وولائه لمدرسة كانت وستبقى وستظل، إن شاء الله.
أمينة دباش: رجل مخلص أدى مهمته بكل روح وطنية
في كلمتها شكرت أمينة دباش، المديرة العامة السابقة لـ“الشعب”، كل من حضر تأبينية المرحوم فنيدس بن بلة.. هذا الرجل المخلص والشهم، وأضافت أنها تعرفت على الفقيد خلال سنوات الجمر في رحلة كنا نرافق فيها الرئيس الأسبق اليمين زروال في زيارة قادته الى كولومبيا ثم نيويورك.
وأضافت السيدة دباش: ثم شاءت الأقدار أن نصبح زملاء لمدة ثماني سنوات في جريدة “الشعب”، وطيلة هذه الفترة عملنا جنبا إلى جنب بكل جد وإخلاص..كانت تربطني به علاقة ثقة ومودة واحترام كبير، وكان يتميز بصفات راقية ونبيلة قلما نجدها مجتمعة في شخص واحد في وقتنا الحالي.. واختتمت المتحدثة: نعزي أنفسنا والعائلة الكريمة على الفقيد الذي قدم عمله وأدى مهمته بكل روح وطنية ومسؤولية وأدى كذلك واجبه الوطني على أكمل وجه.
أحمد فريد الاطرش: مهني يصر على إتقان عمله
بالنسبة لي المرحوم فنيدس بن بلة بمثابة الرجل الذي لا يظلم عنده أحد، وبوفاته خسر قطاع الإعلام قلما وطنيا كبيرا. أتذكر جيدا مهنية الفقيد وإصراره على إتقان العمل وتفانيه وحبه للجميع وعدم تأخره عن فعل الخير ومساعدة الآخرين.
جمال أوكيلي: إنسانيته كانت استثنائية
بالنسبة لي الكلمات لا يمكن أن تفي المرحوم فنيدس بن بلة حقه.. جانبه الإنساني كان استثنائيا، فكان إنسانا متسامحا، كريما، مشبعا بقيم حب العمل والالتزام واحترام المواعيد. وشهادة لله عندما كنت رئيس قسم، لم يرفض يوما أي مهمة أوكلت له، بل كان ينجزها على أكمل وجه والأكثر من ذلك كان ينسى نفسه من أجل العمل، لاسيما وأن مهنتنا تعتبر مهنة المتاعب، وكان يتحمل كل ضغوط العمل. رحم الله الفقيد.
فتيحة كلواز: كان كينونة إعلامية مستقلة متكاملة
عرفته لمدة 23 سنة كاملة.. بالنسبة لي كان كينونة إعلامية مستقلة متكاملة، كما لا يمكن مقارنته بشخص آخر.. وكان مسؤولا يستحق الاحترام، بالرغم من صرامته، وهو لا يقتنع بسهولة ويحب العمل المتقن ولا يقتنع بأي مقال، وخلال الفترة التي عرفتها فيه كان بمثابة الأخ والزميل.. كان شخصا راقيا ولم يحتقر في حياته أي قلم في الجريدة أو أي منتسب في أي موقع كان.