أكد الباحث في الهندسة النووية، عمار منصوري، أن الألغام مازالت تحسد أرواح الأبرياء في الجزائر خاصة فئة الأطفال أخرهم الطفل خالد عيساني، من البيض، في 7 جويلية 2023، وأن الجزائر أول بلد متضرر في العالم.
قال منصوري، في مداخلة بعنوان:” خطر الحروب على الأطفال خاصة ضحايا التفجيرات النووية والألغام المضادة للأفراد”، اليوم الأربعاء، بمنتدى الذاكرة الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد، أن 38 بالمائة من ضحايا الألغام في العالم وضحايا الحروب والنزاعات هم أطفال، وأضاف أن حصول الجزائر على استقلالها لم ينه مأساة الإستعمار الفرنسي، الذي استمرا مخلفاته لحد الان بسبب التفجيرات والألغام.
وتأسف على أن كل الجرائم طبقت على الأطفال، باستعمالهم كجنود وتقتيلهم واغتصابهم واختطافهم وأيضا تدمير المدارس التي يتواجد فيه الأطفال، وأكد أن مجلس الأمن أصدر 13 مقرر موضوعاتي يهم الأطفال في الحروب منذ 1996.
وإستعرض الباحث، أنواع الأسلحة ضد الدمار الشامل اللاإنسانية، التي استعملتها فرنسا في الجزائر وهي الأسلحة البيولوجية والكيماوية وسلاح النابلم، هذا الأخير أخطر سلاح دمر الإنسان والحيوان والنبات، والتي لها تأثيرات خطيرة تصيب خلايا الجسم وتتحول لتسبب السرطان على 20 او 40 سنة.
وأكد أن سكان المناطق المتضررة برقان، من التفجيرات النووية يعانون لحد الأن تشوهات خلقية، وقال:” يجب علينا مقارنة أنفسنا بما حصل في العالم في حادثة تشرنوبيل سنة 1986، حيث مات 8 الاف شخص ثلثهم من الأطفال”.
وأشار المحاضر، إلى أن أول منطقة تضررت من الإسقاطات الإشعاعي وكان في حادث النووي بيريل في 1 ماي 1962، شارك فيها وزيرين فرنسيين، توفي فيما بعد بالسرطان.
وتأسف منصوري، إلى أن بعض الفرنسيين يتفاخرون في كتاباتهم بإرتكابهم هذه الجريمة ويقولون أنهم استعملوا النابلم في الجزائر مثلما فعلت أمريكا في الفيتنام، وأكد أن فرنسا دمرت 800 قرية بالنابلم إبان ثورة التحرير، وزرعت 11 مليون لغم في 93 منطقة بالحدود الشرقية والغربية، راح ضحيتها أكثر من 4 الاف مجاهد وبعد الإستقلال مات أكثر من 3 الاف مدني جزائري.
وفيما يخص الألغام، قال المحاضر أن الجزائر شرعت في تطهير أراضيها من الألغام في 1993 الى 1988، بنزع 9 ملايين لغم بفضل أفراد الجيش الوطني الشعبي، وقد توفي منهم. وشدد منصوري، على أنه يجب ان نبقى يقظين لأن مأساة الإستعمار مازالت مستمرة.
وفي رده عن سؤال “الشعب اونلاين”، حول دور المجتمع المدني في مطالبة فرنسا بالتعويض عن جريمتها، قال منصوري:” الجزائر لم تنتظر فرنسا للتعويض، ولسنا بحاجة إليه، فبلادنا بادرت في تنظيف حقول الألغام منذ 1963، وتكفلت بالضحايا من الناحية الصحية والنفسية، نحن مطالب بالإعتراف”.