تعتبر الكاتبة وصانعة محتوى الأطفال أمينة كموش، أن طفل اليوم أصبح مولعا كثيرا بالتكنولوجيات الحديثة، وأهمل بذلك الكتاب الورقي لصالح الألعاب الإلكترونية والمحتويات الافتراضية، مشيرة أنه من الضروري الانتقال إلى الكتابة الإلكترونية للتواصل معه.
قالت أمينة كموش في تصريح لـ«الشعب” إن العالم الافتراضي صار للأسف الشديد متاحا بشكل كبير للأطفال. وبالرغم من أضراره الكثيرة وانعكاساته السلبية على النمو العقلي للطفل؛ إلا أنه أصبح واقعا مفروضا ولا يسعنا إلا وضع شروط لاستعمال الأجهزة الالكترونية، بالحد من وقت استعمالها ومراقبة المحتوى المتاح للطفل.”
ولأن المحتوى المقدم للأطفال من خلال مختلف التطبيقات – تضيف كاتبة قصص الأطفال -أصبح يؤرق الأولياء لكونه لا يخلو من رسائل وأفكار لا تتناسب وطبيعة مجتمعنا العربي والإسلامي، فقد وجب علينا ككتاب وصناع محتوى توفير البديل للتواصل مع الطفل كما ذكرت”.
وأشارت المتحدثة أيضا أنه وباعتبار أن طفل “اليوم” يختلف بشكل كبير عن طفل “الأمس” فلن نستطيع “الالمام باهتماماته إلا من خلال التواصل معه والحوار الدائم بيننا وبينه”. كما يجب الاطلاع على البرامج التي يشاهدها الاطفال بشكل كبير، والتي تنال شعبية في أوساطهم. لنحدثهم باللغة التي يفهمونها ونتواصل معهم بالطريقة التي يفضلونها مع الحفاظ على الافكار والمبادئ الصحيحة التي نريد ايصالها لهم” أو بمعنى آخر تضيف كموش” يجب على الكاتب أو الناشط في مجال أدب الطفل أن يكون ملما بالمواد التي تقدم للأطفال من خلال البرامج التلفزيونية أو التطبيقات والمنصات الالكترونية لكي يتمكن من منافستها”.
وكشفت أمينة كموش في سياق آخر أن “نجاح القصة يعتمد بشكل عام على إحساس القارئ بأنه جزء منها، والأمر ينطبق على الكتابة للطفل؛ فعند قراءة الطفل للقصص الموجهة له يجب أن يحس أنه أحد بطلها وأنها تلامس واقعه، لذلك فأنا أظن أن الكتابة للطفل والكتابة عنه شقان لا ينفصلان عن بعضهما، وإنما هما وجهان لعملة واحدة”..
وعن تجربتها كصانعة محتوى خاص وموجه للناشئة على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت كاتبة قصص الأطفال متحدثة عن برامج mina tales أنه يتكون “من قصص ونشاطات وتحديات نعرضها من خلال صفحتنا على فايسبوك، هي في الأساس موجهة للطفل وتهتم به وبعالمه، لكنها تستهدف أيضا المربيين من أولياء ومعلمين لكونهم همزة الوصل بيننا وبين الأطفال”.
وأكدت هنا أنها لا تشجع فكرة استخدام الطفل لمواقع التواصل الاجتماعي بمفرده، لذلك فنحن نشترط وجود مرافق لكل طفل يشارك معنا في برامج mina tales. وكشفت أيضا أنه “يتم بهذا تشجيع مرافقة المربي للطفل والمساهمة في خلق أجواء من التعاون والترابط الأسري، “مبدأنا واضح وبسيط؛ تقديم محتوى تربوي مفيد بطريقة شيقة ومسلية، ونستخدم كل وسائل التعليم الحديثة للوصول لهدفنا”، وأشارت أمينة كموش في ختام حديثها أن “المجهودات الفردية والبسيطة التي نقدمها نحن وغيرنا من المهتمين بمجال الطفل ونحاول تطويرها؛ غير كافية، نحن في أمس الحاجة إلى برنامج ثقافي ممنهج يستهدف فئة الأطفال”.