انتفض سكان جنوب المغرب ضد تطبيع المخزن مع الكيان الصهيوني المحتل، في احتجاجات هي الاكبر من نوعها في المنطقة منذ ترسيم العلاقات مع الكيان المحتل، شهر ديسمبر 2020، محذرين من مخططات الصهاينة التي تستهدف استقرار المنطقة.
وخرج المئات من سكان مدينة “أسا الزاك” بجنوب المملكة في وقفة احتجاجية، رغم الحصار الامني الكبير، تنديدا بتنظيم مهرجان تطبيعي في المنطقة شارك فيه وفد صهيوني، وكذلك رفضا للتواجد الصهيوني بالبلاد، والذي اخذ ابعادا خطيرة.
و رفع المحتجون شعارات تؤكد على رفض التطبيع ودعم القضية الفلسطينية، مثل “التطبيع خيانة و فلسطين أمانة”، كما حملوا الاعلام الفلسطينية و استنكروا بالمناسبة، الزيارات المتتالية للمسؤولين الصهاينة للبلاد لنهب ثرواته و رهن سيادته.
وسارعت أجهزة القمع المغربية إلى التدخل العنيف ضد المتظاهرين بالضرب بالهراوات في محاولة لتفريقهم، لكن المتظاهرين نجحوا في تنظيم وقفتهم الاحتجاجية وتبليغ رسالتهم برفض التطبيع والتآمر على فلسطين، والاستمرار في النضال حتى قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
واللافت انه بعد اختراق الكيان الصهيوني لكل القطاعات، بما فيها الحساسة في المغرب، بتوقيع مئات الاتفاقيات التطبيعية مع المخزن، رفع من وتيرة التطبيع بجنوب البلاد لتنفيذ مخططاته التوسعية.
ومنذ ترسيم التطبيع في ديسمبر 2020، لم تتوقف احتجاجات الشعب المغربي عبر سائر ربوع المملكة، كانت آخرها الاحتجاجات التي نظمتها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، بمناسبة الذكرى ال75 للنكبة الفلسطينية.
و أدانت الجبهة المغربية، امعان المخزن في التطبيع، ضدا على ارادة الشعب المغربي الرافض لكل اتفاقيات “العار”، و دعت احرار البلاد للوقوف صفا واحدا لمواجهة ما يخطط له من أجل بسط الحماية والتبعية للكيان الصهيوني.
من جهتها، عبرت الجمعية المغربية لحقوق الانسان، في بيان لها، عن رفضها المطلق للتطبيع، ولما سمي ب”لجنة الصداقة المغربية- الصهيونية” التي أعلن عنها البرلمان المغربي، ودعت الشعب المغربي إلى نبذها ومقاطعتها وفضح خلفيات تشكيلها المندرجة في سياق تعميق مظاهر التطبيع الخياني مع الكيان الصهيوني المجرم.
كما عبرت اكبر جمعية حقوقية في المغرب عن اعتراضها على الزيارة المشؤومة المزمع القيام بها إلى المغرب من طرف رئيس برلمان الكيان المحتل، بدعوة من نظيره المغربي.
وفي سياق متصل، دقت صحيفة النهج الديمقراطي العمالي بالمغرب، ناقوس الخطر، بخصوص تمادي النظام المخزني في التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، وما يشكله من خطر ليس على المغرب فقط بل على كل شعوب المنطقة.
و اكدت الصحيفة (لسان حال حزب النهج الديمقراطي العمالي) أن “التطبيع جريمة سياسية بإصرار مسبق”، مضيفة أن “غرس شوكة الكيان الصهيوني في خاصرة المنطقة خطر كبير” و أن النظام المخزني يعلم أن مستقبله مرتبط بدرجة علاقته بهذا الكيان المجرم، لذلك فهو يسارع من اجل الإذعان والخنوع لإملاءاته.