إشراف رئيس الجمهورية على تكريم الفائزين بجائزة علي معاشي، منح السّانحة العزيزة للمؤسسات الثقافية كي تفعّل مفهوم «الاتصال المؤسساتي» في الميدان، وتستغلّه في التأسيس لأرضية صلبة لإطلاق المشاريع التي تكفل الانتقال بـ»الفعل الثقافي» إلى مرحلة الإسهام الفعلي في بناء الاقتصاد الوطني، فيكون فعلا احترافيا منتجا، وليس مجرد (هوايات) تتقوّت من الخزينة العمومية..
ولقد سبق القول إن فكرة «الجائزة»، في جميع تجلياتها، ليست فسحة للمرح والفرح، ولا مساحة للراحة والطمأنينة، وإنما هي محرّك حقيقي لجميع ما يتعلق بها، ومن ذلك أن «جائزة الرّواية» – على سبيل المثال – ترفع أرقام المبيعات، وتحفّز القراءة، وتثمّن دور النخبة، وتدير عجلة الإنتاج السّمعي البصري، وفيها فوائد أخرى جليلة، يمكن استغلالها إن حظيت بخارطة طريق مُحكمة، تحدّد منهج العمل وإجراءاته ووسائله..
وقد يكون واضحا أن جائزة علي معاشي، لم تحظ – على مدى الطبعات السابقة – بما يتيح لها تحقيق فاعليتها في المجالات التي تختصّ بها؛ لأنّها ظلّت مجرد احتفالية دون آفاق واضحة، ولا وظيفة معروفة، غير أنها حظيت هذا العام بعناية خاصة من الرئيس تبون، أتاحت لها اكتساب أدوات تكفل أداء الرسالة كاملة، لكن مقتضى النجاح يبقى مرتبطا بقيام المؤسسات الثقافية على مسؤولياتها، وأداء واجباتها على الوجه الأكمل، فـ»الفرص» لا تنتظر الغافلين..
ولا ننكر أن ترقية الفعل الثقافي، والانتقال به إلى مرحلة «الإنتاج»، تحتاج تضافر جهود الجميع، غير أن «المفاهيم الواضحة» و»الرؤى الحصيفة» لها دور حيوي لا يستهان به، فلم يبق سوى الإخلاص في العمل..