اشتهر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأنّه لا يجامل أحدا، بل يعبّر بمنتهى الصراحة عن موقف بلاده الصارم من أيّة قضية تعرض عليه، حتى إنه فرض على أحد الرؤساء أن يجلس بعيدا عنه بمقدار واضح، ليمرّر رسالة واضحة إلى (الرئيس إياه)، ويعبّر عن رفضه لـ(الآفات) التي يفرضها على كثير من البشر..
ولا شكّ أن متتبعي أطوار الزيارة التي قادها الرئيس عبد المجيد تبون إلى روسيا، لاحظوا الحفاوة الروسية غير المسبوقة التي حظي بها الوفد الجزائري، تماما مثل جميع زيارات الدّولة إلى تركيا وإيطاليا والبرتغال، وغيرها من الدّول التي تشهد بمصداقية الدولة الجزائرية، وموثوقيتها، وعدالتها في التعامل مع المحفل الإنساني، فالجزائري لا ينتصر إلا للإنسان والعدالة الإنسانية، ومواقفه ثابتة راسخة لا تحركها المصالح الصغيرة، ولا تنال منها أي متغيّرات ممكنة..
نقول هذا، لأن بعض (المخازنية) الذين توجعهم الفتوحات الجزائرية وتقضّ مضاجعهم، أطلقوا ألسنتهم البائسة –كما هي عادتهم– في محاولات (ساذجة) للنيل من العلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمع الشعبين الجزائري والروسي، غير أن النشاط المذهل للرئيس تبون، من موسكو إلى سان بيترسبورغ، واتفاقيات العمل التي انعقدت، (عقّدت) ألسن السوء، وفرضت على المخازنية العودة إلى جحورهم المظلمة..
وليس يضير الجزائريين شيئا أن يسمعوا بين حين وآخر (نباح) بعض (الصغار) الذين لم يعرفوا في حياتهم سوى الخنوع والخضوع؛ ذلك أن الجزائريين يدركون أن المصاب بـ(الوجعة) لا يستحق سوى الرحمة، وإن كان أولى به أن يرحم نفسه، ويرفع ظلمه عن الشعب الصحراوي المكافح لأجل حريته..