أوضح عضو المنظمة الدبلوماسية العالمية للعدالة والسلام، والخبير في القانون الدولي الدكتور منير قتال، أنّ منح الجزائر عضوية غير دائمة بمجلس الأمن للفترة 2024/ 2025، بمثابة فرصة فريدة للمساهمة بشكل كبير في تعزيز المشاركة الإقليمية والتعاون متعدد الأطراف والسلام الدولي.
أضاف الدكتور منير قتال أن تجربة الجزائر في إفريقيا توفر لها نظرة ثاقبة لا تقدر بثمن في القضايا المتعلقة بحل النزاعات والتنمية الاقتصادية، وحماية حقوق الإنسان من بين مواضيع تشكل جزءا لا يتجزأ من مداولات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وأشار قتّال أنه علاوة على ذلك، فإن تاريخ الجزائر الطويل في المشاركة في الجهود الدبلوماسية مثل تلك التي يبذلها الاتحاد الأفريقي مكنّها من تطوير علاقات قوية مع العديد من البلدان في جميع أنحاء إفريقيا، مشيرا إلى أن هذه العلاقات يمكن أن تكون مفيدة عند الانخراط في المسائل قبل اجتماعات مجلس الأمن الدولي أو حتى أثناء المفاوضات بين الأطراف المتنازعة خارج الأطر الرسمية.
ويرى المستشار القانوني للمنظمة الدبلوماسية العالمية أنّ خبرة الدبلوماسيين الجزائريين الذي شغلوا مرتين أعضاء بالتناوب في كل من المجلس الاقتصادي ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، إلى جانب دورهم الحالي كرئيس في إطار الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا، بالإمكان أن تجلب معها معرفة واسعة حول عمليات التعددية، التي من شأنها أن تمكنهم من تقديم مساهمات ذات مغزى خلال المناقشات حول القرارات المتعلقة بالشؤون العالمية التي تُثار قبل مجلس.
وفي ذات السياق، أوضح الدكتور منير قتّال أن الجزائر تبرز من بين أقرانها من خلال موقعها الاستراتيجي والمهم بين أوروبا والشرق الأوسط، وهو ما يسمح لها بالتوسط عن دراية كاملة وشاملة بالأوضاع المحيطة بالنزاعات والتوترات في المنطقة ومدى تأثيرها على المستوى الدولي، بالإضافة الى علاقة الجزائر المتينة مع عديد الدول، كما أنها تقف على مسافة واحدة بين جميع الأطراف المتنازعة .
ووصف قتال الجزائر بالبلد الذي له تاريخ طويل ومشرّف في تعزيز السلام والأمن في المنطقة وحول العالم في عام 2024، وقال «ستشغل الجزائر مقعدا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهذه فرصة لتعزيز التزامها بالسلم والأمن الدوليين»، مؤكدا على أهمية الندوة التي تقدمت المنظمة بطلب إقامتها بالمجلس الشعبي الوطني والتي تهدف ـ حسب محدثنا ـ إلى تعزيز فهم أعمق للجهود الدبلوماسية الجزائرية وتأثيرها على السلم والأمن الدوليين.
وفي سياق ذي صلة يرى الأستاذ منير قتّال أن عضوية الجزائر غير الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فرصة أيضا لتجديد الجزائر بالتزامها بتعزيز السلام والأمن العالميين من خلال الدبلوماسية الفعّالة، من خلال الدور الذي يمكن أن تقوم به الجزائر في معالجة القضايا الأمنية المعقدة على الساحة الدولية.
ومن جهة أخرى، يرى الدكتور منير قتال أن العالم اليوم يواجه العديد من التحدّيات المعقّدة التي تهدد السلم والأمن العالميين، وتشكل النزاعات المستمرة والإرهاب والجريمة المنظمة مخاطر كبيرة، تتطلب جهودا متضافرة لإيجاد حلول مستدامة.
وأضاف المستشار القانوني للمنظمة الدبلوماسية العالمية للعدالة والسلام، أن غياب الحوار والتعاون بين الدول يزيد من تفاقم هذه المسائل، مما يعوّق التقدم في تحقيق السلام والاستقرار، والجزائر تهدف من خلال خبرتها الدبلوماسية الواسعة ونهجها القائم على المبادئ، إلى الإسهام بشكل إيجابي في السلم والأمن الدوليين.
وأضاف «الجزائر تسعى إلى تعزيز الحلول السلمية للنزاعات، وتعزيز تدابير مكافحة الإرهاب وتعزيز المشاركة المتعددة الأطراف، وتعتقد الجزائر أنه من خلال إعطاء الأولوية للحوار والتعاون واحترام القانون الدولي، يمكنها التصدي بفعالية للتحديات والعمل على إيجاد حلول مستدامة».
وأفاد الدكتور قتال قائلا «عضوية الجزائر غير الدائمة المقبلة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تمثل فرصة لتقديم مساهمات كبيرة في السلم والأمن العالميين من خلال التركيز على حل النزاعات، ومواجهة التهديدات الأمنية، والمشاركة في المبادرات متعددة الأطراف، وتسعى الجزائر إلى لعب دور نشط في تشكيل عالم أكثر أمانا وسلاما».